خالد أبو بكر: تهديدات ضرب المنشآت النووية الإيرانية «مزيكا سياسية»|فيديو

انتقد الإعلامي خالد أبو بكر التصريحات المتكررة الصادرة عن الإدارة الأمريكية بشأن احتمال توجيه ضربات عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، واصفًا إياها بـ"العبث السياسي الخطير"، الذي يفتقد للواقعية ويعكس حالة من التهديدات المفتوحة دون سند حقيقي على الأرض.
وخلال ظهوره في برنامج "آخر النهار" عبر قناة "النهار"، أكد خالد أبو بكر أن تلك التصريحات تشبه العزف على أوتار سياسية مشوشة، لا تهدف إلى تنفيذ فعلي، بل مجرد ضغط نفسي وتكتيكي في إطار الحرب الكلامية، مشيرًا إلى أن إيران لا تمتلك فعليًا مفاعلات نووية مهيأة لتكون هدفًا عسكريًا مباشرًا في هذا التوقيت.
التصريحات الأمريكية
أوضح خالد أبو بكر أن المشهد بات محيرًا وغير قابل للتفسير المنطقي، خاصة مع غياب المؤشرات الواضحة التي قد تبرر هذه التصريحات الأمريكية المتكررة.
وأشار إلى أن الموقف الأمريكي يبدو خاضعًا لمزاجية بعض المسؤولين أكثر من كونه مستندًا إلى رؤية استراتيجية متكاملة.
وأكد خالد أبو بكر أن الولايات المتحدة تستخدم خطاب التصعيد كأداة تفاوضية أكثر منها نية حقيقية للدخول في مواجهة مباشرة مع طهران، وهو ما يتجلى في عدم وجود تحركات عسكرية نوعية على الأرض توحي بالاستعداد لمثل هذا التصعيد.
تدخل أمريكي سيشعل المنطقة
في تحليله، لفت خالد أبو بكر إلى التحذيرات الصادرة من الجانب الروسي، والتي حذرت الولايات المتحدة من مغبة التدخل العسكري المباشر في الأزمة الإيرانية، معتبرًا أن أي هجوم أمريكي محتمل قد يُقابل برد روسي قوي يُدخل العالم في دوامة صراعات جديدة.
وأشار خالد أبو بكر إلى أن هذه التصريحات تكشف عن تشابك الأجندات الدولية، بما فيها الروسية والأمريكية، في الملف الإيراني، ما يُزيد من تعقيد المشهد السياسي ويجعل اتخاذ أي خطوة عسكرية محفوفة بعواقب كارثية.
أزمة جيوسياسية شاملة
شدد أبو بكر على أن الأزمة لم تعد اقتصادية مرتبطة بأسعار النفط أو إمداداته فقط، بل تحولت إلى أزمة جيوسياسية شاملة تحمل في طياتها احتمالات صراع إقليمي واسع، مشيرًا إلى أنه لا يوجد محلل أو خبير يمكنه التنبؤ بدقة بما ستشهده الساحة خلال الساعات أو الأيام المقبلة.
كما أشار خالد أبو بكر إلى أن الحديث عن استخدام أسلحة نووية أو استهداف منشآت استراتيجية لم يعد مستبعدًا، لكنه يظل سيناريو نظريًا لا يمكن الجزم بحدوثه أو توقع نتائجه الفعلية.
قلق وترقب بلا أدوات تأثير
وفي سياق التأثيرات على المجتمعات، عبّر خالد أبو بكرعن أسفه لكون الشعوب في دول العالم الثالث، ومنها مصر، باتت متفرجة فقط، تتابع أخبار الصراع من الخارج دون امتلاك أي أدوات تأثير في مجريات الأحداث.
وأضاف خالد أبو بكر أن هذا الواقع يخلق حالة من الارتباك والقلق الجماعي، وسط تناقضات في التصريحات الصادرة من البيت الأبيض والكرملين، داعيًا المواطنين والمتابعين إلى توخي الحذر وعدم الانجرار وراء تحليلات أو شائعات غير موثوقة.

سيناريوهات مفتوحة
اختتم خالد أبو بكر تحليله بالتأكيد على أن كل السيناريوهات تظل واردة في هذا المشهد المرتبك، بدءًا من استمرار الحرب الكلامية، وحتى إمكانية التصعيد الفعلي على الأرض. وقال: "من المستحيل حاليًا التنبؤ بمن سيدخل الصراع فعليًا، ومن سيخرج منه، أو حتى كيف ستكون الضربات وشكلها وتأثيرها".
وأكد خالد أبو بكر أن الساعة القادمة قد تحمل مفاجآت غير متوقعة، في ظل تشابك المصالح الإقليمية والدولية، والتخبط الذي يميز الخطاب السياسي الصادر عن الأطراف الفاعلة.
خلاصة: المشهد الدولي يزداد توترًا، والخيارات المطروحة تحمل في طياتها مخاطر جسيمة، وسط تحليلات متضاربة وسيناريوهات مفتوحة لا تُبشّر بالاستقرار في المدى القريب، كما يراها خالد أبو بكر.