عاجل

خالد أبو بكر: الحكومة تواجه ضغوطًا غير منصفة وسط أزمة اقتصادية عالمية|فيديو

الإعلامي خالد أبو
الإعلامي خالد أبو بكر

أكد الإعلامي خالد أبو بكر أن ما تمر به مصر حاليًا من أوضاع اقتصادية يتجاوز في طبيعته وقدره قدرات أي حكومة، محذرًا من التعامل مع الأزمة بمنطق المحاسبة غير العادلة، حيث تُواجه الحكومة المصرية ضغوطًا شديدة في ظل ظروف عالمية متقلبة، أبرزها الحروب الإقليمية، وأزمات سلاسل الإمداد، والتضخم العالمي.

وأوضح خالد أبو بكر، خلال تقديمه برنامج "آخر النهار" على قناة النهار، أن هناك نوعًا من الضغط المبالغ فيه على متخذي القرار، في وقت تتعرض فيه الدول الكبرى نفسها لهزات اقتصادية قاسية، مشيرًا إلى أن تحميل الحكومة المسؤولية عن أمور خارجة عن إرادتها مثل الحروب أو تقلبات الأسواق العالمية، هو ظلم سياسي واقتصادي لا يُناسب الواقع.

أزمات متتالية بلا هوادة

وصف خالد أبو بكر الجيل الحالي من المصريين بأنه "الجيل المنحوس"، مشيرًا إلى أن الشباب والفئات المتوسطة عاشوا خلال العشر أو الخمس عشرة سنة الأخيرة سلسلة غير مسبوقة من الأزمات المتتالية، ما بين ثورات وأزمات اقتصادية وجائحة كورونا، وأخيرًا الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

وأضاف خالد أبو بكر أن ما مر به هذا الجيل لم تشهده الأجيال السابقة بهذا الشكل المتلاحق، مؤكدًا أن هذه الظروف المجتمعة خلقت عبئًا نفسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا مركبًا، يتطلب تعاملاً واقعيًا، لا خطابًا دعائيًا أو جلدًا للذات.

الواقع يفرض أولوياته

وفي تناوله لملف الموازنة العامة للدولة، شبّه خالد أبو بكر الوضع الاقتصادي للحكومة بـ"الأسرة المصرية البسيطة"، التي تضطر إلى توزيع دخلها المحدود على التزامات متعددة: من الإيجار والكهرباء والتعليم، إلى الأدوية والاحتياجات اليومية، مشددًا على أن الحكومة لا تملك رفاهية الرضا الكامل من جميع الأطراف، لأن الموارد المتاحة ببساطة لا تكفي.

وأوضح خالد أبو بكر أن عملية توزيع المخصصات المالية تتم وفق ضرورات الأولوية، وفي ظل عجز في الموارد، فإن قرارات الحكومة ستكون دومًا عرضة للانتقاد، حتى وإن كانت تتماشى مع قواعد الإدارة المالية الرشيدة.

مسؤولية الحوار الهادئ

طالب خالد أبو بكر بأن يكون نقاش الموازنة في البرلمان نقاشًا واقعيًا، يخاطب العقول وليس العواطف، مشيرًا إلى أن أرقام العجز والمديونية الحالية لا تتيح للحكومة خيارات سحرية أو بدائل مثالية، داعيًا النواب إلى تبني خطاب مسؤول يُراعي التحديات الفعلية، وليس فقط تسجيل المواقف أمام الشاشات.

وقال خالد أبو بكر: "المزايدة في ظل هذا الواقع لا تعدو كونها تهريجًا سياسيًا.. ما نحتاجه هو عقل جماعي يواجه الأزمة بإيجابية، لا أصواتًا تشكك في كل خطوة دون تقديم حلول بديلة حقيقية".

الإعلامي خالد أبو بكر 
الإعلامي خالد أبو بكر 

الابتعاد عن الشعبوية

اختتم خالد أبو بكر حديثه بدعوة صريحة إلى الابتعاد عن الخطابات الشعبوية التي تعيدنا سنوات إلى الوراء، مشيرًا إلى أن الجدل المستهلك حول الديون أو المشروعات الكبرى لا يجب أن يُستخدم كأداة للهجوم فقط، بل يجب أن يُطرح في سياق رؤية وطنية واضحة تتسم بالشفافية والإدراك الكامل للظروف المحلية والدولية.

وأكد خالد أبو بكر أن الحلول موجودة، لكن يجب أن تكون مبنية على فهم الواقع، لا على افتراض واقع مثالي لا وجود له، مطالبًا الجميع، من مسؤولين وإعلاميين ومواطنين، بأن يكونوا جزءًا من روح جماعية داعمة للعبور من الأزمة، لا عبئًا إضافيًا على طريق التعافي الاقتصادي.

تم نسخ الرابط