كيف تغيّر الأهلي وبالميراس قبل المواجهة الثالثة في كأس العالم للأندية؟

حين يُطلّ الأهلي وبالميراس البرازيلي على ملعب "ميتلايف" في نيوجيرسي ضمن بطولة كأس العالم للأندية 2025، لن يكون اللقاء مجرّد مواجهة جديدة بين فريقين كبيرين، بل هو فصل ثالث من قصة بدأت على أرض أبو ظبي، تغيّرت خلالها الأسماء والخطط، وبقي التنافس محتدمًا.
لقاء النسخة الحالية من المونديال يعيد إلى الأذهان مواجهتين سابقتين بين الناديين، حملتا طابعًا مختلفًا: الأولى كانت في نسخة 2021، حين تفوّق الأهلي وانتزع الميدالية البرونزية بعد مباراة صعبة انتهت بركلات الترجيح. أما في 2022، فقد قلب بالميراس المعادلة، وانتصر بثنائية نظيفة في نصف النهائي، وثأر من الهزيمة السابقة.
لكن ما بين هاتين المواجهتين والموقعة المرتقبة في نيوجيرسي، تغيّر كل شيء تقريبًا. الفريقان خاضا مراحل انتقالية كبيرة، سواء على مستوى التشكيل، أو الخطط الفنية، أو حتى فلسفة اللعب.
الأهلي: صفحة جديدة مع ريبيرو
في مواجهة 2022، دخل الأهلي المباراة بتشكيلة اضطرارية بسبب غياب لاعبيه الدوليين المشاركين مع منتخب مصر في كأس الأمم الإفريقية. يومها، قاد بيتسو موسيماني الفريق بطريقة 3-4-3، ودفع بعناصر غير معتادة في مراكزها.
لكن الآن، يقود الفريق مدرب جديد، هو الإسباني خوسيه ريبيرو، الذي بدأ مشواره مع "نادي القرن الإفريقي" بطريقة 4-2-3-1، واضعًا بصمته التكتيكية في الظهور الأول أمام إنتر ميامي. ومن بين لاعبي تلك المواجهة أمام بالميراس 2022، لم يتبقَ سوى القليل في التشكيلة الأساسية.
الحارس علي لطفي رحل إلى زد إف سي، وأيمن أشرف انتقل إلى البنك الأهلي، بينما أنهى رامي ربيعة مشواره بالقميص الأحمر متجهًا إلى العين الإماراتي. أما علي معلول وعمرو السولية، فانتهت عقودهما، ورحل محمد شريف إلى الخليج السعودي، واعتزل وليد سليمان، فيما غادر أحمد عبد القادر إلى قطر القطري على سبيل الإعارة.
حتى العناصر التي كانت بارزة حينها مثل محمد مجدي أفشة، حسين الشحات، وطاهر محمد طاهر، أصبحت الآن خيارات بديلة في ظل التغيرات الكبيرة التي طرأت على الفريق.
بالميراس.. مرونة فيريرا وهجوم متجدّد
بالميراس أيضًا لم يبقَ على حاله. المدرب البرتغالي أبيل فيريرا طور الفريق من 4-2-3-1 إلى 3-4-3، مستفيدًا من عناصر هجومية شابة تألقت خلال الفترة الأخيرة.
في خط الدفاع، ظل الحارس ويفرتون والمدافع القائد جوستافو جوميز ركيزتين أساسيتين، فيما تحوّل خواكين بيكيريز من ظهير إلى جناح هجومي في النظام الجديد.
أما الهجوم، فأصبح يقوده الشاب فيتور روكي، العائد من تجربة قصيرة في برشلونة، مدعومًا بالثنائي المميز إستافيو، الذي سيلتحق بتشيلسي بعد البطولة، وماوريسيو، أحد أبرز اكتشافات الموسم.
فيليبي أندرسون، النجم السابق للاتسيو ووست هام، يلعب دورًا تكتيكيًا مهمًا في دعم الهجوم من الجهة اليمنى، مانحًا بالميراس مرونة إضافية في تنويع خياراته.
ذاكرة متوهجة وتحدٍّ جديد
المواجهة الثالثة بين الفريقين ستُلعب في سياق مختلف تمامًا، لكنها ستظل مشبعة بالحسابات القديمة والذكريات المتداخلة. الأهلي يسعى لتأكيد تفوقه التاريخي على الأندية البرازيلية، بينما يتطلع بالميراس لإثبات أنه لم يعد خصمًا سهلًا في البطولات العالمية.
ملعب "ميتلايف" سيحتضن هذه المواجهة بروح الماضي وقوة الحاضر، في صراع بين مدرستين كرويتين تغيّرت ملامحهما، لكن لم تخفت جذوتهما.