وزير الخارجية الإسرائيلي لـ إيران: «لا مفاوضات والمواجهة مستمرة»

في رسالة واضحة تعبّر عن تمسك تل أبيب بالخيار العسكري، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن بلاده لا تجري أي مفاوضات مع إيران في الوقت الحالي، وأن العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية ستستمر حتى تحقيق كامل الأهداف المرسومة.
جاءت تصريحات جدعون ساعر، خلال إيجاز دبلوماسي عقده في تل أبيب بحضور عشرات السفراء الأجانب، ونقلتها قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل، حيث أوضح الوزير الإسرائيلي أن إسرائيل لا ترى جدوى من الدخول في حوار مع طهران في ظل ما وصفه بـ"التهديد المتزايد للأمن القومي الإسرائيلي".
الأهداف الإسرائيلية
وأكد جدعون ساعر في كلمته أن العملية العسكرية الجارية لا تأتي فقط كرد فعل على استفزازات إيرانية، بل ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى تقويض قدرات إيران العسكرية، ومنعها من التمركز في مناطق قريبة من الحدود الإسرائيلية، لا سيما في سوريا ولبنان.
وأشار جدعون ساعر إلى أن إسرائيل ترى في الميليشيات المدعومة من إيران تهديدًا مباشرًا، ولن تسمح باستمرار تمددها، مشددًا على أن الأهداف العسكرية تشمل مواقع تصنيع وتخزين السلاح، ومراكز القيادة والتنسيق التي تديرها طهران في المنطقة.
رسائل إسرائيلية للمجتمع
وبحسب مراقبين، فإن تنظيم هذا الإيجاز الدبلوماسي أمام عدد كبير من السفراء يعكس رغبة إسرائيل في كسب تأييد دولي أو على الأقل تفهّم لموقفها من التصعيد، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الأوروبية والدولية لخفض حدة التوتر وفتح قنوات اتصال دبلوماسي.
ويبدو أن تصريحات جدعون ساعر جاءت كرد ضمني على الدعوات التي أطلقها الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا مؤخرًا لاستئناف المفاوضات مع إيران، إذ أكد ساعر أن "الواقع الأمني لا يسمح بالتساهل"، وأن إسرائيل لن تنتظر حتى تتحول طهران إلى قوة نووية تشكل خطرًا وجوديًا على المنطقة.
زيادة المخاوف الإقليمية
تتزامن هذه التصريحات مع تصاعد ملحوظ في الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية داخل العمق الإيراني وأخرى على الأراضي السورية، وسط تلميحات من طهران بأنها لن تظل صامتة إزاء هذا التصعيد، ما ينذر بإمكانية انزلاق المنطقة إلى حرب أوسع.
ويرى محللون أن الموقف الإسرائيلي الرافض للحوار في هذه المرحلة يعقّد المشهد السياسي، ويقوّض الجهود الدولية للتهدئة، في وقت باتت فيه المنطقة تعاني من حالة احتقان غير مسبوقة قد تؤدي إلى انفجار شامل يصعب احتواؤه.
خيارات مغلقة أمام الحلول
مع إعلان إسرائيل رسميًا عدم وجود أي مفاوضات مع إيران، تصبح احتمالات الحلول السياسية والدبلوماسية محدودة، ما يضع المجتمع الدولي أمام تحديات كبرى لاحتواء الأزمة.

ويأتي الموقف الإسرائيلي الصارم ليؤكد أن مسار المواجهة سيتواصل في ظل غياب الإرادة السياسية للحوار، ما قد يفتح الباب أمام مزيد من التدخلات الإقليمية والدولية، ويزيد من تعقيد مشهد الشرق الأوسط المتشابك.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى التساؤل الأهم: هل يتحرك المجتمع الدولي بشكل فاعل قبل أن يتحول التصعيد إلى حرب مفتوحة؟ أم أن المنطقة ستدفع مرة أخرى ثمن غياب الحلول السياسية؟