فيلم الجلاء يوثق لحظة التحرر المصري من الاحتلال البريطاني I فيديو

تحتفي قناة الوثائقية بالذكرى التاسعة والستين ليوم الجلاء من خلال عرض الفيلم الوثائقي فيلم الجلاء، يوم الجمعة المقبل الموافق 18 يونيو في ثلاث مواعيد رئيسية: الساعة الثانية ظهرًا، السادسة مساءً، والعاشرة مساءً.

ويأتي فيلم "الجلاء" تخليدًا لأحد أهم الأحداث الوطنية في التاريخ المصري الحديث، وهو جلاء آخر جندي بريطاني عن الأراضي المصرية في يونيو 1956، بعد أكثر من سبعين عامًا من الاحتلال البريطاني، في لحظة فارقة أعادت لمصر سيادتها الكاملة وكرامتها الوطنية.

توثيق بصري لمرحلة 

يرصد فيلم "الجلاء" رحلة مصر الطويلة نحو الاستقلال، حيث يعرض التحولات السياسية والاجتماعية الكبرى التي شهدتها البلاد عقب ثورة 23 يوليو 1952، والتي قادها الضباط الأحرار، وكان لها الأثر المباشر في تغيير ميزان القوى الداخلية والخارجية.

ويُبرز فيلم "الجلاء" كيف أحدثت الثورة تغييرًا جذريًا في نهج التفاوض المصري، مع الاستعانة بقيادات سياسية شابة ذات رؤية وطنية، على رأسهم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، الذي تولّى بنفسه إدارة جولات المفاوضات المعقدة مع الجانب البريطاني لإخراج القوات الأجنبية من قناة السويس وباقي مناطق مصر.

التحديات الأمنية والسياسية

يتناول فيلم "الجلاء" أيضًا كواليس التفاوض الحاسمة، والضغوط التي واجهها الوفد المصري خلال تلك الفترة، لا سيما في ظل محاولات عديدة لعرقلة العملية من قِبل جماعة الإخوان الإرهابية، التي سعت إلى إثارة الفوضى وارتكاب أعمال عنف داخلية لإفشال المساعي الوطنية، بالإضافة إلى محاولات تخريبية إسرائيلية تهدف لزعزعة الاستقرار ومنع خروج البريطانيين.

ويعرض فيلم "الجلاء" كيف واجهت الدولة المصرية هذه التحديات الأمنية والسياسية بحزم، ونجحت في تحقيق نصر تفاوضي تاريخي تُوج باتفاقية الجلاء.

عرض نادر لاتفاقية الجلاء

واحدة من أبرز مميزات هذا العمل الوثائقي هو عرضه لقطات حصرية للنسخة الأصلية من اتفاقية الجلاء، التي يتم عرضها تليفزيونيًا للمرة الأولى، في توثيق بصري نادر يُثري الذاكرة الوطنية ويعيد إحياء لحظة طالما انتظرها الشعب المصري.

ويُعد هذا فيلم "الجلاء" بمثابة جسر معرفي بين الأجيال، خاصة أولئك الذين لم يعيشوا لحظة الجلاء، حيث يعيد إليهم صورة النضال الوطني المشرّف، ويعكس أهمية الاستقلال في بناء دولة ذات سيادة.

رسالة وطنية متجددة 

فيلم "الجلاء" ليس فقط سردًا تاريخيًا، بل هو رسالة وطنية متجددة تعيد التأكيد على أن الاستقلال لم يكن منحة بل ثمرة كفاح طويل، وتذكير مستمر بأن وحدة الشعب خلف قيادته هي السبيل لتحقيق الإنجازات الكبرى.

ويأتي عرض فيلم "الجلاء" كجزء من دور قناة الوثائقية في تعزيز الوعي الوطني، وترسيخ قيم الاستقلال والكرامة، في وقت تُعد فيه معركة الوعي من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة.