عاجل

«السيدة سكينة بنت الحسين».. منارة علم وأخلاق في التاريخ الإسلامي (فيديو)

مسجد السيدة سكينة
مسجد السيدة سكينة

تُعَدُّ السيدة سكينة بنت الإمام الحسين رضي الله عنها واحدةً من أبرز الشخصيات النسائية في التاريخ الإسلامي، إذ جمعت بين الشجاعة والفصاحة، وأسست أول ندوة ثقافية وفقهية في المدينة المنورة، قبل أن تمتد أنشطتها العلمية والفكرية إلى مصر؛ وقد أسهمت بشكل بارز في النهضة الثقافية الإسلامية من خلال مجالسها العلمية التي ضمت كبار العلماء والشعراء والفقهاء.

شخصية تاريخية

وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد أبو هاشم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، خلال لقائه في برنامج "أهل المحبة" المذاع على قناة الناس، أن السيدة سكينة رضي الله عنها لم تكن مجرد شخصية تاريخية تنتمي إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، بل كانت نموذجًا متكاملًا للعلم والأدب والوعي الاجتماعي، حيث نشأت في بيتٍ عامرٍ بالعلم والشرف، فوالدها هو الإمام الحسين، ووالدتها السيدة الرباب بنت امرؤ القيس، التي ورثت عنها الذوق الرفيع وحب الشعر، بينما أخذت عن والدها الشجاعة والإقدام.

شخصية استثنائية

وُلِدَت السيدة سكينة رضي الله عنها عام 47 هـ، وعاشت في كنف والدها الإمام الحسين، الذي غرس فيها حب العلم والجرأة في الحق، لتصبح شخصية ذات تأثير في مجتمعها. وعُرِفَ عنها أنها كانت مثقفةً واعيةً، تميزت بالفطنة وقوة الشخصية، وهو ما جعلها تحظى بمكانة مرموقة في الأوساط الفكرية والدينية.

استقلاليتها وقوة شخصيتها

وأشار الدكتور أبو هاشم، إلى أن السيدة سكينة رضي الله عنها رفضت الزواج من الأصبغ بن عبد العزيز، الذي كان واليًا على مصر آنذاك، بسبب شدته في التعامل مع الناس. هذا القرار يعكس استقلاليتها وقوة شخصيتها، حيث فضلت الرحيل عن مصر إلى دمشق لفترة، ثم عادت إليها بعد وفاة الأصبغ واستقرت بها.

الفكرية الإسلامية

كانت السيدة سكينة رضي الله عنها من المجددين في القرن الثاني الهجري، حيث أسست مجالس علمية جمعت بين العلماء والشعراء والفقهاء، مما جعلها نموذجًا يُحتذى به في النهضة الثقافية الإسلامية؛ وكان لهذه المجالس دور كبير في نشر العلوم والمعرفة، حتى أطلق عليها المؤرخون لقب "رائدة المجالس العلمية".

الشعر والأدب

كما عُرِفَ عنها اهتمامها بالشعر والأدب، وكان مجلسها مقصدًا للأدباء والمفكرين، حيث شهد مناقشات ثرية حول العلوم الشرعية والأدبية، ما ساهم في تشكيل حركة ثقافية متميزة في ذلك العصر.

مسجد السيدة سكينة

لم تقتصر مكانة السيدة سكينة رضي الله عنها على تأثيرها الفكري، بل امتدت إلى الجانب الروحي، حيث ظل مسجدها، الذي بناه الشريف عبد الرحمن كتخدا، مقصدًا للزائرين من مختلف بقاع العالم الإسلامي. ويُعَدُّ هذا المسجد رمزًا للبركة والروحانية، حيث يقصده المريدون طلبًا للبركة والتضرع إلى الله بالقرب من مقامها.

أهل البيت الكرام

ودعا الدكتور أبو هاشم الله أن ينفع المسلمين بعلم السيدة سكينة رضي الله عنها وبركتها، وأن يجعلهم من السائرين على درب أهل البيت الكرام، مؤكدًا أن سيرتها العطرة تبقى منارةً مضيئةً في تاريخ الإسلام، تلهم الأجيال بحكمتها وشجاعتها وسعيها لنشر العلم والمعرفة.

تم نسخ الرابط