عاجل

ماذا يحدث لجسمك عندما تمتنع عن تناول وجبة العشاء لمدة شهر؟

وجبة العشاء
وجبة العشاء

الامتناع عن وجبة العشاء لمدة 30 يومًا متتالية ليس مجرد تغيير عابر في جدول الوجبات، بل هو تحول غذائي جذري قد يترك آثارًا واضحة على الجسم من اليوم الأول، ويزداد تأثيره كلما طالت المدة. وبينما يرى البعض في هذا الأسلوب طريقة سريعة لفقدان الوزن، إلا أن للعلم رأيًا آخر يحمل الكثير من التحذيرات والتفاصيل الدقيقة.

التأثيرات الفسيولوجية المباشرة بعد التوقف عن العشاء

وفقًا لما أورده موقع Times Now News، فإن الجسم يشرع في التكيّف مع هذا التغيير الغذائي من اللحظة الأولى، حيث تنخفض كمية السعرات الحرارية المستهلكة يوميًا نتيجة إلغاء وجبة رئيسية. هذا النقص يؤدي إلى عجز في السعرات الحرارية، وهو ما قد يُترجم على الميزان إلى فقدان ملحوظ في الوزن خلال الأسابيع الأولى.

في المقابل، يبدأ مخزون الجليكوجين – الشكل المُخزن للجلوكوز – في الانخفاض، نظرًا لاعتماد الجسم عليه كمصدر رئيسي للطاقة عند غياب الطعام. هذا الانخفاض ينعكس سريعًا في صورة هبوط مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى أعراض مثل:

  • الدوخة
  • الإرهاق
  • الشعور بالتهيج
  • ضعف التركيز

ولم يتوقف التأثير عند هذا الحد، إذ يرتفع مستوى هرمون الجريلين في الجسم، وهو الهرمون المسؤول عن إرسال إشارات الجوع إلى الدماغ. وعند كبح هذه الإشارات لفترات طويلة، يمكن أن يتأثر نظام التغذية الطبيعي لديك، وتختل علاقتك بإشارات الجوع والشبع.

التأثيرات السلبية طويلة المدى لتخطي العشاء

نقص في المغذيات الأساسية: عند تفويت وجبة أساسية يوميًا، تقل فرص حصول الجسم على الفيتامينات والمعادن والبروتينات اللازمة لأداء وظائفه الحيوية. ويؤدي ذلك إلى:

  • ضعف الجهاز المناعي
  • انخفاض مستويات الطاقة
  • ظهور علامات الإرهاق العام

فقدان الكتلة العضلية: عند عدم استهلاك كمية كافية من البروتين يوميًا، يبدأ الجسم في تكسير أنسجته العضلية للحصول على الطاقة، وهو ما يؤدي إلى فقدان تدريجي للعضلات، ويضعف من البنية الجسدية بمرور الوقت.

تباطؤ عملية الأيض (التمثيل الغذائي): الحرمان من السعرات الحرارية بشكل منتظم يؤدي إلى انخفاض معدل الأيض الأساسي (BMR)، وهو ما يجعل الجسم أكثر ميلاً لتخزين الدهون بدلًا من حرقها، مما قد يُصعّب فقدان الوزن لاحقًا ويُسهّل استعادته بسرعة عند العودة للنظام المعتاد.

اختلال عادات الأكل: تخطي وجبة العشاء بشكل متكرر قد يفتح الباب أمام عادات غذائية غير منتظمة، أبرزها:

  • نوبات من الإفراط في تناول الطعام لاحقًا
  • اضطرابات في الشهية
  • علاقة غير صحية مع الطعام

أثر الامتناع عن العشاء على الطاقة والأداء اليومي

تُعد وجبة العشاء في بعض الأنظمة الغذائية عنصرًا أساسيًا لتوفير الطاقة خلال فترات الاستيقاظ المسائية أو الصباح التالي. عند غياب هذه الوجبة:

  • تنخفض مستويات الطاقة بشكل كبير
  • تقل القدرة على التركيز والإنتاج
  • يصبح الجسم أقل قدرة على أداء التمارين الرياضية أو الأنشطة اليومية

بل وقد يُلاحظ البعض شعورًا مستمرًا بالخمول والكسل، يترافق مع زيادة في تخزين الدهون نتيجة محاولة الجسم الدفاعية ضد النقص الغذائي.

من لا يُنصح لهم بتخطي العشاء؟

رغم أن البعض قد يتحمل تخطي العشاء دون مضاعفات خطيرة، إلا أن هناك فئات يجب عليها عدم المجازفة بتفويت هذه الوجبة مطلقًا، وهم:

  • الأطفال: نظرًا لاحتياجاتهم المتزايدة للنمو والتطور.
  • كبار السن: لحاجتهم المستمرة إلى الطاقة والعناصر الغذائية لتجنب الضعف والهزال.
  • مرضى السكري: لما قد يسببه ذلك من اضطرابات خطيرة في مستويات السكر.
  • الرياضيون: الذين تتطلب أجسامهم تغذية مستمرة لدعم الأداء العضلي والتحمّل.

التوقف عن تناول العشاء لمدة شهر قد يبدو حلًا سحريًا للبعض لفقدان الوزن أو كنوع من الصيام المتقطع، لكن التجربة ليست بالبساطة التي قد يتخيلها البعض. فالتأثيرات تمتد من تغيّرات فسيولوجية سريعة إلى اضطرابات غذائية وصحية مع مرور الوقت.
لذا، فإن القرار يجب أن يكون مدروسًا وتحت إشراف متخصصين، خاصة إذا كنت تنتمي إلى إحدى الفئات الحساسة أو تعاني من مشكلات صحية مزمنة.

تم نسخ الرابط