عاجل

أسباب التوتر في العمل.. وكيفية إدارة الضغوط النفسية

أسباب التوتر في العمل
أسباب التوتر في العمل

الضغط النفسي والتوتر في العمل يعدان من القضايا المعاصرة التي تؤثر على صحة الموظفين وجودة أدائهم، مع تزايد التحديات الاقتصادية والتطورات السريعة في أسواق العمل، يجد الكثير من الموظفين أنفسهم عرضة لمستويات مرتفعة من التوتر النفسي. 

ويؤدي هذا التوتر إلى تأثيرات سلبية قد تشمل انخفاض الإنتاجية، تدهور صحة الموظفين، وزيادة معدلات الاستقالات، وفي هذا التقرير، سيتم استعراض أسباب التوتر في بيئات العمل، تأثيراته السلبية، بالإضافة إلى استراتيجيات فعالة لإدارة الضغوط النفسية.

أسباب التوتر في العمل

هناك العديد من العوامل التي تساهم في زيادة التوتر في العمل، ومن بين هذا الأسباب:

أسباب التوتر في العمل
أسباب التوتر في العمل

1 . عبء العمل الزائد ويعتبر من أكثر الأسباب شيوعًا للتوتر في بيئة العمل، حيث يشعر الموظفون بالضغط النفسي عندما يتطلب منهم إتمام الكثير من المهام في وقت قصير أو عندما تُوكل إليهم مسؤوليات تتجاوز قدراتهم، وقد يكون ذلك بسبب نقص في الموارد أو التوقعات المبالغ فيها من قبل الإدارة.

2. الضغوط الزمنية الضغوط المرتبطة بالمواعيد النهائية المحددة (Deadlines) تؤدي إلى زيادة التوتر لدى الموظفين، وقد يتسبب العمل تحت ضغط الوقت في القلق المستمر والشعور بعدم القدرة على إنجاز المهام بالصورة المطلوبة، حيث يصبح الموظف في حالة من السباق المستمر مع الزمن مما يؤدي إلى الإجهاد العقلي والجسدي.

3. قلة التقدير والاعتراف عندما لا يشعر الموظفون بالتقدير من قبل مديريهم أو زملائهم في العمل، وقد يعانون من تراجع في مستوى تحفيزهم، حيث أن عدم الاعتراف بالجهود المبذولة أو المكافآت المناسبة يزيد من شعور الموظف بالإحباط والتوتر، وفي كثير من الأحيان، يؤدي ذلك إلى تراجع الأداء وزيادة الاستقالات.

4. البيئة السلبية والعلاقات غير الصحية العلاقات السلبية في بيئة العمل، سواء كانت بين الموظفين أو مع الإدارة، تشكل أحد الأسباب الرئيسية للتوتر، الصراعات المستمرة، عدم التعاون، أو غياب الشفافية في التعامل قد تؤدي إلى بيئة عمل سامة تؤثر بشكل سلبي على الحالة النفسية للموظف.

5. قلة التحكم في العمل عندما يكون الموظف في وضع لا يتيح له التحكم في طريقة إنجاز مهامه أو اتخاذ القرارات المتعلقة بها، يمكن أن يشعر بعدم القدرة على التأثير في نتائج العمل، هذا الشعور بالعجز يؤدي إلى القلق ويزيد من مستويات التوتر.

أسباب التوتر في العمل
أسباب التوتر في العمل

6. عدم التوازن بين الحياة العملية والشخصية يواجه العديد من الموظفين صعوبة في الحفاظ على التوازن بين حياتهم المهنية وحياتهم الشخصية.، الساعات الطويلة في العمل، بالإضافة إلى الضغط المستمر لأداء مهام إضافية، يؤديان إلى حرمان الموظف من وقت الراحة، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والإجهاد النفسي.

أثر التوتر النفسي على الموظفين والمؤسسات

تأثير التوتر لا يتوقف عند الموظف فقط بل يمتد ليشمل بيئة العمل بأكملها:

1. تدهور الإنتاجية الموظفون المتوترون يعانون من انخفاض في القدرة على التركيز والقيام بمهامهم بكفاءة، التوتر يعوق التفكير السليم واتخاذ القرارات، مما يؤدي إلى نتائج غير مرضية على مستوى الأداء والإنتاجية.

2. الزيادة في الإجازات المرضية من الشائع أن يسبب التوتر الإصابة بمشاكل صحية مثل الصداع، الأرق، آلام الظهر، والاكتئاب، مما يؤدي إلى زيادة عدد الأيام المرضية، وهذا يشكل عبئًا إضافيًا على المؤسسة ويؤثر على سير العمل.

3. ارتفاع معدلات الاستقالات في بيئات العمل التي تفتقر إلى دعم نفسي أو هيكل تنظيمي يحترم احتياجات الموظفين، تكون الاستقالات أمرًا شائعًا، قد يشعر الموظف الذي يعاني من التوتر المستمر بأن المؤسسة لا توفر بيئة صحية، مما يزعزع استقراره المهني.

4. تدهور العلاقات في الفريق التوتر في العمل يؤدي إلى قلة التعاون والتنسيق بين الزملاء، حيث أنه في بيئة مليئة بالتوتر تتضاءل القدرة على حل المشكلات الجماعية، مما ينعكس سلبًا على تحقيق أهداف الفريق.

5. النتائج المالية السلبية التوتر المرتبط بارتفاع الإجازات المرضية، التراجع في الإنتاجية، وزيادة الاستقالات يمكن أن يتسبب في خسائر مالية كبيرة للشركة، كما أن انخفاض مستوى الموظفين يساهم في تعطيل سير المشاريع ويسبب التأخير في تنفيذ الأهداف.

كيفية إدارة الضغوط النفسية في بيئة العمل

من المهم أن تتبنى المؤسسات استراتيجيات فعالة للتعامل مع التوتر والضغط النفسي في بيئة العمل، وهناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تسهم في إدارة الضغوط النفسية:

أسباب التوتر في العمل
أسباب التوتر في العمل

1. توزيع عبء العمل بشكل متوازن يجب أن تكون المهام موزعة بشكل مناسب بين الموظفين بما يتناسب مع قدراتهم، حيث أنه من الضروري أن تتجنب المؤسسة تحميل الموظفين مسؤوليات تفوق طاقاتهم. إضافة إلى ذلك، يجب تحديد الأولويات بوضوح وتقديم الدعم اللازم لإتمام المهام.

2. تعزيز التواصل الفعّال تسهم بيئة العمل التي تتميز بالتواصل الجيد بين الموظفين والإدارة في الحد من التوتر، ويجب أن يشعر الموظفون بأنهم قادرون على التعبير عن أفكارهم ومشاكلهم، كذلك، يجب أن تكون الاجتماعات الدورية فرصة لتوضيح التوقعات وتقديم الملاحظات البناءة.

3. التقدير والمكافأة التحفيز يعتبر من العوامل الأساسية في تقليل التوتر، المؤسسات التي تقدر جهود موظفيها وتكافئهم بشكل عادل تساهم في رفع معنوياتهم، برامج التحفيز والمكافآت تعتبر جزءًا من استراتيجية النجاح.

4. التدريب على إدارة الضغوط النفسية يمكن أن يكون التدريب على تقنيات إدارة التوتر جزءًا من برامج تطوير الموظفين، يجب تدريب الموظفين على كيفية التعامل مع الضغوط اليومية، واستخدام تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتمارين الرياضية لتحسين الصحة النفسية.

5. خلق بيئة عمل مرنة توفير بيئة عمل مرنة من خلال تبني سياسات مرنة فيما يتعلق بساعات العمل أو العمل عن بُعد، يمكن أن يساعد الموظفين على إيجاد توازن أفضل بين الحياة الشخصية والعمل، كما يجب تشجيع الموظفين على أخذ فترات راحة قصيرة خلال اليوم لتجنب الإرهاق الذهني.

أسباب التوتر في العمل
أسباب التوتر في العمل

6. الاعتراف بدور القيادة في تقليل التوتر دور القيادة في تقليل التوتر في بيئة العمل لا يُستهان به، يجب على المديرين أن يكونوا قدوة في تقديم الدعم النفسي والمعنوي للموظفين، حيث أن القيادة الحكيمة يمكن أن تخلق بيئة من الثقة والاحترام المتبادل، مما يساهم في تقليل التوتر.

أخيرًا، فإن التوتر والضغط النفسي في بيئة العمل يمثلان تحديات كبيرة تؤثر على صحة الموظفين وأداء المؤسسات، لذلك، من الضروري أن تتبنى الشركات استراتيجيات فعالة لإدارة التوتر والعمل على خلق بيئة تدعم رفاهية الموظفين من خلال تقسيم عبء العمل بشكل عادل، تعزيز التواصل، وتوفير بيئة عمل مرنة، يمكن تقليل مستويات التوتر بشكل كبير، بالإضافة إلى ذلك، من المهم تدريب الموظفين على تقنيات إدارة الضغوط النفسية والاعتراف بجهودهم بشكل مستمر، بذلك يمكن تحسين صحة الموظفين وزيادة الإنتاجية في بيئات العمل، ما يساهم في نجاح المؤسسة على المدى الطويل.

تم نسخ الرابط