حكم قراءة القرآن من الهاتف أثناء الصلاة.. دار الإفتاء تجيب

قراءة القرآن من الهاتف خلال الصلاة سؤال يشغل بال الكثير من المسلمين خاصة في أداء الصلوات في رمضان، وأجابت دار الإفتاء: قراءة القرآن من الهاتف أو المصحف أثناء الصلاة مسألة تناولها الفقهاء، وقد اختلفوا فيها بناءً على اجتهاداتهم في فهم النصوص الشرعية.
الرأي الأول: الجواز
يرى جمهور العلماء "منهم الشافعية والحنابلة" أنه يجوز قراءة القرآن من المصحف أو الهاتف أثناء الصلاة، سواء كانت فرضًا أو نافلة، بشرط عدم الانشغال بالحركات الكثيرة.
الأدلة:
1. حديث عائشة رضي الله عنها:
“أنها كان يؤمها غلامها ذكوان في المصحف في رمضان” رواه البخاري تعليقًا.
• يدل الحديث على جواز القراءة من المصحف في الصلاة.
2. القياس على المصحف:
• الهاتف يقوم مقام المصحف، فكما جازت القراءة من المصحف تجوز من الهاتف.
3. تحقيق الخشوع وتلاوة القرآن بدقة:
• في حال عدم الحفظ أو خشية الخطأ، القراءة من الهاتف تعين المصلي على التدبر والخشوع.
شروط الجواز:
• ألا تُحدث القراءة من الهاتف حركات كثيرة تخل بالصلاة.
• ألا ينشغل المصلي بغير الصلاة، كالتنقل بين التطبيقات أو تعديل الإعدادات.
• أن يكون استخدام الهاتف مقصورًا على قراءة القرآن فقط.
الرأي الثاني: الكراهة أو عدم الجواز في الفرض (عند بعض الفقهاء)
بعض الفقهاء قالوا إن قراءة القرآن من المصحف أو الهاتف في صلاة الفرض مكروهة؛ لأنها تخلّ بالخشوع، لكنهم أجازوها في صلاة النافلة.
الأدلة:
1. الخشوع في الصلاة:
قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (المؤمنون: 1-2).
• الانشغال بفتح الهاتف وتقليب الصفحات قد يُذهب الخشوع المطلوب.
2. كثرة الحركة:
• الفقهاء ذكروا أن كثرة الحركة في الصلاة تُبطلها، فإذا أدى استخدام الهاتف إلى حركات متكررة، فقد يؤدي ذلك للإبطال.
الراجح:
الجمهور على الجواز، خاصة في صلاة النافلة أو التراويح، لأن الحاجة فيها أكثر إلى القراءة الطويلة. أما في صلاة الفرض، فالأفضل الاعتماد على الحفظ إن أمكن، وإن دعت الحاجة، فلا حرج في القراءة من الهاتف مع الحرص على تقليل الحركة قدر الإمكان.
وبناءا على ذلك: قراءة القرآن من الهاتف أثناء الصلاة جائزة عند أكثر العلماء، خاصة في النوافل، مع مراعاة عدم كثرة الحركة أو الانشغال بغير القراءة.
الأوقات التي لا يجوز فيها قراءة القرآن:
قراءة القرآن عمومًا مستحبة في كل وقت، وهي عبادة عظيمة تقرّب العبد إلى الله تعالى. لكن هناك أوقاتًا كُرِهَت فيها الصلاة وعبادات معينة، وليس في الأصل منعٌ صريح عن قراءة القرآن في أي وقت. مع ذلك، سأوضح لك المسألة بدقة:
1. أثناء الركوع والسجود:
• يُكره قراءة القرآن في الركوع والسجود أثناء الصلاة.
الدليل:
قال النبي ﷺ: “ألا وإني نُهيتُ أن أقرأَ القرآنَ راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوعُ فعظِّموا فيه الربَّ، وأما السجودُ فاجتهدوا في الدعاء، فقَمِنٌ أن يُستجاب لكم” (رواه مسلم).
• الحكمة: الركوع والسجود مواضع تعظيم وتسبيح ودعاء، وليست مواضع لتلاوة القرآن.
2. أوقات كراهة الصلاة (وليس التلاوة):
قراءة القرآن ليست محرمة في أوقات الكراهة، لكن يُكره أداء صلاة النافلة في هذه الأوقات:
• بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس.
• عند طلوع الشمس حتى ترتفع قيد رمح (حوالي 15-20 دقيقة).
• وقت استواء الشمس في كبد السماء (قبل أذان الظهر بـ 10-15 دقيقة تقريبًا).
• بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس.
لكن هذه الكراهة تتعلق بالصلاة النافلة وليس بالقراءة، فيمكنك قراءة القرآن في هذه الأوقات بلا حرج.
3. للجُنُب (حتى الاغتسال):
الجمهور يرى أن الجُنُب لا يقرأ القرآن حتى يغتسل.
الدليل:
قال النبي ﷺ: “أما الجُنُب فلا، ولا آية” (رواه أحمد).
• لكن يُستثنى من ذلك قراءة الأذكار القرآنية، مثل آية الكرسي أو المعوذات للتحصين.
4. في أماكن غير لائقة:
• يُكره قراءة القرآن في أماكن النجاسة أو عدم الطهارة، كدورات المياه.
• تعظيمًا لكلام الله، يُفضّل القراءة في مكان طاهر ونظيف