عاشوراء 2025| يوم الصيام والنجاة.. اعرف فضائله وأحكامه

يقترب شهر محرم وبداية العام الهجري الجديد، ويكثر معه البحث عن موعد يوم عاشوراء 2025 حيث يوم النجاة والصيام والتوبة وتكفير ذنوب عامٍ مضى، وفي السطور التالية نوضح فضائل يوم عاشوراء وأحكامه.
موعد يوم عاشوراء 2025
وعن موعد يوم عاشوراء 2025 فإنه وفق الحسابات الفلكية فقد يوافق يوم عاشوراء هذا العام يوم السبت 5 يوليو المقبل، وفي حال اكتمل شهر ذي الحجة هذا العام 30 يومًا وفق استطلاع دار الإفتاء المصرية فإن يوم عاشوراء سيوافق يوم الأحد 6 يوليو.
ما هي المعجزات التي حدثت يوم عاشوراء؟.. لهذا السبب يصومه المسلمون
يوم عاشوراء يومٌ فضيل له خاصيته الدينية والتاريخية التي تميزه عن غيره من أيام السنة، ولهذا اليوم فضلٌ في الإسلام لارتباطه بمناسبة عظيمة في تاريخ النبوات، والدعوة إلى توحيد الله تعالى، فهو اليوم الذي نجى الله تعالى فيه موسى وبني إسرائيل من فرعون وجنوده الذين كانوا يلاحقونهم، فكان أن أوحى الله تعالى إلى موسى أن يضرب بعصاه البحر فانفلق البحر ليتيح لهم طريقاً يعبرون منه إلى الضفة الأخرى، فعبروا بسلام آمنين، بينما أطبق البحر على فرعون وقومه فغرقوا وهلكوا جميعاً، وقد جاء تفصيل هذه القصة في القرآن الكريم، قال تعالى: ((فَلَمَّا تَرَٰٓءَا ٱلۡجَمۡعَانِ قَالَ أَصۡحَٰبُ مُوسَىٰٓ إِنَّا لَمُدۡرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ (62) فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرۡق كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِيمِ (63) وَأَزۡلَفۡنَا ثَمَّ ٱلۡأٓخَرِينَ (64) وَأَنجَيۡنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓ أَجۡمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَة وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ (68) )) " الشعراء: 61-68".
فصام سيدنا موسى كليم الله (عليه السلام) في هذا اليوم شكراً لله تعالى على إنقاذه لهم، وإهلاك فرعون، وصَامه من بعده بنو إسرائيل، ثم أخذ صيامه بعض العرب في الجاهلية من أهل الكتاب فصاموه، وصامه من بعده رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وحض الناس على صيامه، ففي الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: "قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ". ]البخاري:1865[. وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يتحرى صيام يوم عاشوراء؛ لما له من المكانة، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ". ]رواه البخاري: 1867[.
فضل صيام يوم عاشوراء
لصيام يوم عاشوراء أجرٌ عظيم، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ". وقد قال النووي (رحمه الله) في شرح المهذب: " صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ، وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ، وَإِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ... كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ صَالِحٌ لِلتَّكْفِيرِ فَإِنْ وَجَدَ مَا يُكَفِّرُهُ مِنْ الصَّغَائِرِ كَفَّرَهُ، وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً كُتِبَتْ بِهِ حَسَنَاتٌ وَرُفِعَتْ لَهُ بِهِ دَرَجَاتٌ، وَإِنْ صَادَفَ كَبِيرَةً أَوْ كَبَائِرَ وَلَمْ يُصَادِفْ صَغَائِرَ، رَجَوْنَا أَنْ تُخَفِّفَ مِنْ الْكَبَائِرِ ".
صوم عاشوراء يكفر السنة الماضية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عاشوراء: يكفر السنة الماضية ويجوز إفراد يوم عاشوراء بالصوم، والأفضل أن يصوم المسلم يومًا قبله أو يومًا بعده، ففي الحديث: "لئن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع".
ذهب بعض أهل العلم إلى أن صيام عاشوراء واجب، واختلفوا بين قائلٍ بأن فرض صيام رمضان نسخ وجوبه، فصار صيام عاشوراء سُنةً، بينما قال البعض: صيامه لم يكن واجباً أصلاً، وإنما هو في إطار الاستحباب والسنية. وعلى كل حال، فإن صيام هذا اليوم الفضيل من الأمور التي لا ينبغي أن يغفلها المسلم الحريص على مواسم الطاعات والخيرات، والذي يطمع بمعرفة ربه ورِضوانه.
صيام يوم عاشوراء.. هل يجوز إفراد الجمعة إذا صادفه؟
يُستحب صيام يوم عاشوراء للأجر الجزيل الوارد في فضل صيامه؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَتَحَرَّىٰ صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَىٰ غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ...» أخرجه البخاري.
وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «صِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَه» أخرجه مسلم.
وحول حكم صيام يوم عاشوراء إذا صادف يوم الجمعة فيرى الجمهور من العلماء أنَّه يجوز صيام يوم الجمعة منفردًا إذا كان هناك سببٌ لهذا الصوم؛ وذلك كما إذا وافق يوم الجمعة عادةً للصائم؛ كمَنْ يصوم يومًا ويُفْطِر يومًا، أو إذا وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء، أو كان الصوم لقضاء ما على المسلم من رمضان مَثَلًا، أو إذا صام الشخص يومًا قبل الجمعة أو يومًا بعده. فإذا أتى يوم عاشوراء يوم جمعة وصامه المسلم منفردًا؛ فيصح صومه ولا حرج عليه.
أعمال يوم عاشوراء لمن عجز عن صيامه
من وظائف يوم عاشوراء: الصيام لِمَنْ يستطيع، وإن كنت غير قادر على الصيام ، ووسعت على الأسرة، فأنت بذلك قد قمت بسنة التوسعة، يقول سيدنا ﷺ : (من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته) فسيدنا عبد الله بن المبارك -وهو من السلف الصالح- كان يقول : جربته ستين عاما فوجدته صحيحا. يعني يوسع في عام على أولاده فيوسع الله عليه , ثم يتركه عاما فيجد أن الأمر قد تغير وهناك تضييق ، فيكرر الأمر ليتأكد فيظل الحال كما هو ، ثم يعود فيوسع على أهله وعياله فيجد من الخير والبركة ما الله به عليم . وأنا شخصيا جربته 43 سنة فوجدته صحيحا والحمد لله رب العالمين, وتكون التوسعة بإدخال السرور على أهلك.
والذكر، والدعاء ، وقراءة القرآن أو الاستماع له ، وفعل الخير والصدقات.
ومن أهم هذه الوظائف: اجتماع الأسرة ، واجعلوها فرصة للقاء العائلة.