عاجل

خالد أبو بكر يحذر: أمريكا تُعيد تشكيل الشرق الأوسط .. وغزة على الخريطة العسكري

الإعلامي خالد أبو
الإعلامي خالد أبو بكر

حذر الإعلامي خالد أبو بكر من أن نهاية الحرب بين الولايات المتحدة وإيران ليست سوى مسألة توقيت تحدده واشنطن وحدها، مشيرًا إلى أن ما يجب أن يشغل العالم العربي اليوم ليس نهاية هذه الحرب فحسب، بل المرحلة التالية من مشروع إعادة تشكيل الشرق الأوسط.

وخلال برنامجه "آخر النهار" على قناة النهار، أوضح خالد أبو بكر، أن ما بعد إيران سيكون أخطر من أي تصعيد قائم حاليًا، لافتًا إلى أن هناك ملامح لمخطط دولي يسعى إلى تحويل غزة إلى قاعدة عسكرية أمريكية بعد تصفية الوجود الفلسطيني فيها، سواء عبر الإكراه أو الإغراء.

منطق جديد للتموضع العسكري 

أشار خالد أبو بكر إلى تحولات جذرية في السياسة العسكرية الأمريكية في المنطقة، حيث لم تعد واشنطن مهتمة بنشر قواعدها العسكرية التقليدية في الدول العربية، بل تتجه إلى مناطق أكثر استراتيجية لتنفيذ خططها المستقبلية، وتُعد غزة من أبرز هذه المناطق على حد قوله.

وأوضح خالد أبو بكر، أن هذا التوجه يتقاطع مع مساعٍ إسرائيلية وأمريكية لإعادة رسم الخريطة السياسية والديموغرافية في الشرق الأوسط، عبر دفع الفلسطينيين إلى الخروج من غزة "طوعًا أو كرهاً"، في ظل صمت دولي وتواطؤ إقليمي.

صمت عربي وعجز إسلامي 

عبّر خالد أبو بكر عن أسفه تجاه ما وصفه بـ"العجز العربي والإسلامي" أمام هذا المخطط، مشيرًا إلى أن المواقف العربية لا تتعدى حدود الشجب والاستنكار، بينما تسير على الأرض مشاريع خطيرة لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، في ظل افتقار القوى الإقليمية إلى أدوات الردع الفاعلة.

وأكد خالد أبو بكر أن التهجير الناعم أو القسري للفلسطينيين لم يعد مجرد احتمال، بل أصبح بندًا في سيناريو يعاد صياغته أمام أعين الجميع دون تحرك حقيقي، مشددًا على أن مثل هذه الخطط لا تُنفذ فجأة، بل تمر عبر مراحل تمهيد وتطبيع وتمييع للقضية.

أمريكا لم تعد "تحمي مجانًا"

تحدث خالد أبو بكر،  عن تغيّر واضح في العقيدة الاستراتيجية الأمريكية، موضحًا أن الولايات المتحدة لم تعد ترغب في حماية أحد دون مقابل، وأن من لا يدفع سياسات الحماية الأمريكية، فلن تبقى القوات الأمريكية في بلاده.

وأضاف خالد أبو بكر: "ما نشهده هو تطبيق فعلي لنظرية قوة السلاح بدلًا من قوة الحق، والبيانات التي تصدر من هنا أو هناك لا قيمة لها ما لم تُترجم إلى مواقف رادعة قائمة على أدوات القوة والتوازن".

الإعلامي خالد أبو بكر 
الإعلامي خالد أبو بكر 

دعوة إلى سياسة عقلانية 

وفي ختام حديثه، طرح خالد أبو بكر تساؤلًا مفتوحًا: "ماذا نحن فاعلون كعرب ومسلمين؟"، مؤكدًا أنه لا يملك إجابة نهائية، لكنه دعا إلى تبني سياسة رشيدة، تراعي تعقيدات الواقع الدولي، وتحافظ على كرامة الأمة دون أن تجر شعوبها إلى صدامات مدمرة.

واختتم خالد أبو بكر بالقول: "الصراع القادم ليس فقط على الأرض، بل على الهوية والسيادة والوجود، ومن لا يقرأ التحولات جيدًا سيجد نفسه خارج المعادلة، في عالم تُدار فيه الأمور بمنطق الغلبة لا الإنصاف".

حديث خالد أبو بكر يفتح الباب واسعًا للنقاش حول مستقبل الشرق الأوسط، في ظل مؤشرات لإعادة تشكيله بقوة النفوذ العسكري والسياسي، محذرًا من أن غزة ليست مجرد قضية فلسطينية، بل مفتاح لتغيير استراتيجي شامل قد يُقلب موازين المنطقة إذا لم يُواجه برؤية واعية وتحرك جماعي.

تم نسخ الرابط