خالد أبو بكر: إسرائيل تفرض روايتها في صراع القوة والعدالة I فيديو

أكد الإعلامي خالد أبو بكر أن الصراع المحتدم بين إسرائيل وإيران يُجسد مشهدًا دوليًا مأساويًا، تتحكم فيه موازين القوة لا العدالة، مشيرًا إلى أن الكفة تميل لصالح إسرائيل، ليس فقط عسكريًا، بل إعلاميًا وسياسيًا كذلك.
وأوضح خلال تقديمه برنامج "آخر النهار" على قناة النهار، أن إسرائيل استطاعت أن تُصدّر روايتها للعالم باعتبارها دولة تدافع عن نفسها، بينما لم تتمكن إيران – وكذلك فلسطين – من تحقيق حضور عادل أو حشد تعاطف دولي حقيقي رغم معاناة شعوبها من الاحتلال أو الحصار.
ازدواجية المعايير الغربية
وتطرق "أبو بكر" إلى الازدواجية التي يتعامل بها الغرب مع القضايا الإقليمية، موضحًا أن إسرائيل تمتلك ترسانة نووية غير خاضعة لأي رقابة دولية، بينما تُمنع إيران من مجرد السعي لتطوير برنامج نووي، وتُعرض في الإعلام الغربي كتهديد مستمر.
وقال خالد أبو بكر: "الغرب يتعامل بانتقائية، إذ تُقدّم للرأي العام الأوروبي رواية إعلامية جاهزة تُلائم التحالف الأمريكي الإسرائيلي، دون أي مساحة حقيقية لسماع وجهة النظر الأخرى أو قراءة الحقائق بموضوعية".
التفوق الإسرائيلي الاستخباراتي
مشيرا إلى أن إسرائيل نجحت بامتياز في تأسيس لوبي دولي قوي يخدم مصالحها السياسية والإعلامية، وهو ما ساعدها على ترسيخ صورة الدولة الضحية رغم تفوقها العسكري والاستخباراتي، مضيفًا: "إسرائيل تعلم جيدًا كيف تدير المعركة خارج ميدان القتال، وهذا هو أخطر ما في الأمر".
كما أوضح خالد أبو بكر أن إيران ما زالت تُقدَّم للعالم بوصفها دولة عدوانية رغم محدودية حركتها الجيوسياسية مقارنة بإسرائيل، وذلك نتيجة غياب الأدوات الإعلامية والضغط السياسي المؤثر في الدوائر الغربية.
ترغب في استمرار الحرب
وحول المشهد العسكري الحالي، رأى خالد أبو بكر أن الولايات المتحدة تسعى إلى إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن، لأنها تدفع ثمنها اقتصاديًا وسياسيًا، قائلاً: "أمريكا تريد إنهاء الحرب في دقيقة لا في ساعة، فكل صاروخ يتم إطلاقه يُخصم من جيب المواطن الأمريكي".
وأكد "أبو بكر" أن كلفة الحرب باهظة على جميع الأطراف، ولكن إسرائيل تظل الطرف الأكثر قدرة على التحكم في مسارها بفضل تفوقها التقني والدعم الغربي اللامحدود.

عصر السلاح لا العدالة
اختتم خالد أبو بكر حديثه برسالة حاسمة: "نحن في عصر تُحسم فيه المواقف بالقوة لا بالقانون، والحق لا يعود لأصحابه إلا إذا امتلكوا الوسائل لفرضه"، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية ما زالت تراوح مكانها بسبب غياب اللوبي الدولي المدافع عنها بفعالية.
وأضاف أبو بكر: "ما نشهده هو تشويه لمفهوم العدالة، حيث أصبحت القوة العسكرية والهيمنة الإعلامية أدوات تحديد من هو الضحية ومن هو المعتدي، في عالم انحسرت فيه المبادئ أمام المصالح".
في ختام حديثه بالتأكيد أن من يريد الدفاع عن قضيته اليوم يجب أن يمتلك أدوات القوة والإقناع، لا الاكتفاء بالمظلومية، لأن العالم لم يعد يستمع إلا لمن يفرض كلمته بقوة الواقع والسيطرة الإعلامية والسياسية.