صراع إيران وإسرائيل يتحول لحرب مفتوحة.. هل يتدخل الأمريكيون عسكريًا؟

قال الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، إن الصراع الإيراني الإسرائيلي ليس جديدًا، بل تعود جذوره إلى ما بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979، حيث بدأ التنافس والصدام غير المباشر بين الطرفين، عبر أذرع ومناوشات إقليمية.
وأشار محمد كمال، خلال استضافته في برنامج "الساعة 6" الذي تقدمه الإعلامية عزة مصطفى على قناة "الحياة"، إلى أن ما يحدث اليوم يمثل انتقالًا من حالة الصراع غير المباشر إلى حرب شاملة ومباشرة بين دولتين، تُستخدم فيها الأدوات العسكرية بشكل علني، وتُستهدف فيها منشآت حيوية.
البرنامج النووي الإيراني
أوضح محمد كمال أن الحرب الدائرة حاليًا لم تكن مفاجئة للمراقبين، إذ كانت التوترات المتصاعدة والتصريحات السياسية تنبئ بإمكانية اندلاعها. ولفت إلى أن الغطاء المُعلن للحرب هو السعي لتدمير البرنامج النووي الإيراني، الذي تعتبره إسرائيل تهديدًا وجوديًا.
وأضاف محمد كمال: "في البداية، كانت الضربات مركزة على المنشآت النووية في إيران، لكن مع مرور الوقت، توسعت الضربات لتشمل مواقع عسكرية وبنية تحتية ومدنًا استراتيجية، ما يشير إلى تحول في طبيعة الأهداف من عملية جراحية إلى تدمير شامل واسع النطاق".
تدمير نووي كامل؟.. محل شك!
واستبعد محمد كمال إمكانية تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل عبر الضربات الجوية فقط، مشيرًا إلى أن تعقيد البرنامج وتوزعه الجغرافي وتحصينه الكبير يجعل تحقيق هذا الهدف صعبًا دون تدخل عسكري مباشر من الولايات المتحدة.
وأوضح محمد كمال: "إسرائيل تعلم جيدًا أن الضربات وحدها لن تكون كافية لإنهاء الطموح النووي الإيراني، وكذلك الولايات المتحدة، ولهذا فإن الاحتمال الأكبر هو استمرار الضغط العسكري والسياسي دون خوض حرب برية شاملة".
هل تتدخل الولايات المتحدة؟
وحول موقف الولايات المتحدة من المواجهة، قال محمد كمال: "لا أتوقع أن تتدخل الولايات المتحدة عسكريًا بشكل مباشر في هذه الحرب"، مرجحًا أن تلجأ واشنطن إلى التهديد أو التلويح بالتدخل فقط، كوسيلة ضغط على طهران وردعها، دون تحمل كلفة الحرب الكاملة.
وأشار محمد كمال إلى أن هذا التردد الأمريكي يتماشى مع سياسة الإدارة الأمريكية الحالية، التي تُفضل الضغط الاقتصادي والدبلوماسي بدلاً من الانخراط في مواجهات عسكرية جديدة في الشرق الأوسط.

صراع مستمر وتوازنات دقيقة
اختتم محمد كمال تحليله بالتأكيد على أن ما يجري حاليًا بين إيران وإسرائيل هو أخطر تصعيد عسكري في تاريخ علاقتهما، وأن المنطقة مقبلة على مرحلة حساسة تتطلب حسابات دقيقة من جميع الأطراف.
كما شدد محمد كمال على أن توازنات القوى، والتحالفات الإقليمية، والموقف الأمريكي، كلها عوامل ستحدد شكل وتوقيت نهاية هذا الصراع، إن لم يتحول إلى نزاع إقليمي أوسع يجر أطرافًا إضافية إلى ساحة المعركة.