عاجل

تعرف على الآنسة ساسي قطة أشعلت خيال ترامب ومعرض “اللعبة” لتارين سيمون

الآنسة ساسي
الآنسة ساسي

في قلب معرض فني باريسي يحمل عنوان “اللعبة”، تتصدر صورة  قطة بسيطة تدعى “الآنسة ساسي” سلسلة من الصور الرمزية التي تلتقط اضطراب السياسة الحديثة. المعرض الذي يحمل توقيع المصورة الأمريكية الشهيرة تارين سيمون، يعيد طرح أسئلة كبرى حول التضليل الإعلامي، ونظريات المؤامرة، وتأثير التفاصيل الصغيرة وحتى المضحكة في صنع القرارات المصيرية.

في عام 2024، تصدرت قطة من مدينة سبرينجفيلد في ولاية أوهايو عناوين الأخبار بعدما اتهمت صاحبتها جيرانها الهايتيين باختطافها. القصة، التي كانت ستنتهي عند حدود حي محلي، تحولت فجأة إلى جدل قومي عندما علق عليها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ملمحًا إلى أن القطة قد تكون “أكلت”. ومع أن القطة وجدت لاحقًا حية في قبو صاحبتها، فإن الضرر كان قد وقع، وانتشرت القصة كالنار في الهشيم.

معرض “اللعبة” قراءة بصرية لجنون الانتخابات

معرض “اللعبة”، الذي افتتح في غاليري ألمين ريش في باريس، يجمع بين وثائق فوتوغرافية وفيديوهات تركز على العناصر “الهامشية” التي تؤثر في نتائج الانتخابات من رموش اصطناعية، إلى بطاطس ماكدونالدز، إلى معدات مكافحة الشغب.

تقول سيمون:

“كل هذه العناصر قد تبدو غير مهمة، لكنها في الواقع مؤشرات على الحالة الذهنية والسياسية التي تصنع النتيجة النهائية”.

صورة “الآنسة ساسي” لا تظهر أكثر من قطة تنظر بهدوء إلى العدسة، لكن في سياق قصة أصبحت فيها ضحية شائعة كاذبة، تتحوّل الصورة إلى توثيق مرعب لقوة الرواية الملفقة في تشكيل الرأي العام.

الرموش والبينج بونج بين الجد والعبث

من الصور اللافتة الأخرى في المعرض، زوج من الرموش الاصطناعية التي ارتدتها السياسية الديمقراطية ياسمين كروكيت، خلال مشادة كلامية شهيرة مع الجمهورية مارجوري تايلور جرين. الرموش، المحفوظة في علبة وردية، تجسّد التوتر بين السطحية والرمزية، بين المظهر والجوهر في الحياة السياسية الأمريكية.

كما يشيد المعرض بوالد سيمون، مخترع ألعاب الأركيد مثل “البينغ بونج” و”الهوكي الهوائي”، من خلال آلة تفاعلية تستوحي جهاز أثيني قديما كان يستخدم لاختيار المسؤولين عشوائيًا، كإشارة إلى عبثية العملية الديمقراطية أحيانا.

تارين سيمون العدسة التي تفضح ما لا يرى

تبلغ تارين سيمون اليوم 50 عامًا، واشتهرت بتوثيقها للمساحات الغامضة والمهمشة من منشآت تخزين النفايات النووية، إلى كنيسة السيانتولوجيا، إلى مشروعها الأيقوني “الأبرياء”، الذي صورت فيه أشخاصا أدينوا ظلمًا.

في “اللعبة”، تعود إلى الجذر الفوتوغرافي لنقد السلطة، وتُظهر كيف يمكن لصورة قطة أو لرموش صناعية أن تكون أقوى من ألف بيان انتخابي. تقول سيمون:

“الصورة توقِف الزمن. وتجبرنا على التحديق. وهذا بالذات ما نحتاجه في زمن الفوضى”.

تم نسخ الرابط