أكثر من 3000 حادثة موثقة.. العنصرية ضد المسلمين في ألمانيا تبلغ ذروتها
أصدر تحالف «CLAIM» تقريره السنوي لعام 2024، موثقًا 3080 حادثة عنصرية معادية للمسلمين، مقارنة بـ1926 في عام 2023، ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 60%، أي أكثر من ثمانية اعتداءات يوميًا.
العنصرية ضد المسلمين في ألمانيا
ويشير التقرير إلى تصاعد خطير في حدة العنف، بما في ذلك تسجيل حالتَي قتل* و198 حالة اعتداء جسدي، منها محاولات قتل، وسط مناخ عام مشحون بعداء متزايد تجاه المسلمين، تغذّيه خطابات إعلامية وسياسية تُشرعن التمييز وتُغذي العنف.
حصيلة العنصرية ضد المسلمين في ألمانيا">مواجهة الجذور العميقة للتمييز والكراهية
وفي هذا السياق، صرّح عبدالصمد اليزيدي، رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا:"إن تصاعد هذه الهجمات يتطلب تحركًا سياسيًا ومجتمعيًا واضحًا، يتجاوز الإدانة اللفظية إلى سياسات فعالة لحماية الضحايا، وردع الجناة، ومواجهة الجذور العميقة للتمييز والكراهية. فالدفاع عن المسلمين اليوم هو دفاع عن قيم الديمقراطية والكرامة التي يفترض أن توحّد كل من يعيش على هذه الأرض."
من جانبه، قال عبد الصمد اليزيدي رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا: أتقدّم باسمي وباسم المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا بأحرّ التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى أسر الضحايا والمصابين في الفاجعة الأليمة التي شهدتها مدينة غراتس النمساوية، والتي أسفرت حتى الآن عن وفاة 11 شخصًا، من بينهم عدد من المسلمين، إضافة إلى عشرات الجرحى، بعضهم في حالات حرجة.
وقد وقعت هذه الكارثة صباح الثلاثاء 9 يونيو الجاري، حين أقدم شاب يبلغ من العمر 21 عامًا على إطلاق النار داخل إحدى المدارس، قبل أن ينهي حياته منتحرًا، في مشهد مأساوي هزّ المجتمع النمساوي وأوجع القلوب.
إننا نعرب عن تضامننا الكامل مع أسر الضحايا والمجتمع النمساوي في هذه اللحظات العصيبة، ونسأل الله تعالى أن يرزق أهل الضحايا الصبر والسلوان، ويمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل.
ونسأله جلّ وعلا أن يحفظ مجتمعاتنا من كل سوء، وأن يشيع الأمن والسلام في أوطاننا جميعًا.
تجاوز غير مسبوق: برلمانية ألمانية تهين مسلمي ألمانيا بعبارات ساقطة
يدين المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا بأشد العبارات المنشور العنصري والمسيء للمسلمين، الذي تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منسوبًا إلى عضوة البرلمان الألماني عن حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD)، نيكول هوكشت، والتي تشغل منصب المتحدثة السياسية للشؤون الكنسية في الكتلة البرلمانية لحزبها، وكانت مديرة لمدرسة حكومية ضمن السلك الإداري الأعلى، ما يجعلنا نتساءل عن القيم التي كانت تمررها للتلاميذ كمسؤولة تربوية.
وقد جاء في المنشور: "إلى جميع المسلمين في ألمانيا: مهما كان ما تأكلونه... فقد تم تسميده ببراز الخنازير..."
إن ما ورد في هذا المنشور من ألفاظ مهينة وتحريضية لا يمثل فقط اعتداءً سافرًا على مشاعر المسلمين في ألمانيا، بل يشكل أيضًا تحريضًا خطيرًا على الكراهية والتمييز، ويتعارض مع القيم الدستورية الألمانية ومبادئ التعايش السلمي والاحترام المتبادل.
نؤكد أن مثل هذه الخطابات الشعبوية والمُغذّية للكراهية لا مكان لها في مجتمع ديمقراطي متنوع كألمانيا، وندعو كافة المسؤولين السياسيين ومؤسسات الدولة إلى اتخاذ موقف واضح وحازم تجاه مثل هذه التجاوزات.
كما نطالب الجهات القضائية المختصة بفتح تحقيق فوري في هذه الواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمحاسبة المسؤولين عنها.
إن المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا سيواصل التزامه بالدفاع عن كرامة المسلمين والعمل من أجل مجتمع يقوم على الاحترام المتبادل والمواطنة المتساوية، ويرفض بكل حزم محاولات بث الكراهية والانقسام.
