"البحوث الإسلامية" في اليوم العالمي لمكافحة التصحُّر: الحفاظ على البيئة واجب

يؤكِّد مجمع البحوث الإسلامية في اليوم العالمي لمكافحة التصحُّر والجفاف، الذي يوافق السابع عشر مِن يونيو كل عام، أنَّ الاهتمام بالبيئة ورعاية مواردها الطبيعيَّة واجبٌ شرعيٌّ وإنسانيٌّ، مشيرًا إلى أنَّ الإسلام قد دعا منذ قرون إلى إعمار الأرض، وعدم الإفساد فيها، والحفاظ على توازنها، بوصفها نعمةً إلهيَّةً ومسئوليَّةً مشتركةً بين البشر جميعًا.
ويبيِّن المجمع أنَّ الدِّين الإسلامي الحنيف قد حذَّر مِنَ الإفساد في الأرض بكل صوره، ومنها: الإهمال البيئي، والتعدِّي على الغابات والمياه والتُّربة، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾، مشيرًا إلى أنَّ الشريعة الإسلاميَّة جعلتْ إحياء الأرض الميتة مِن أعمال البر، كما رسَّخ النبي ﷺ هذه المعاني في الحديث الشريف: « إنْ قامتِ السَّاعة وفي يَدِ أحدِكم فَسِيلَةٌ، فإنِ استطاع ألَّا تقومَ حتَّى يَغرِسَهَا فليَغرِسْها »، في دلالة واضحة على أنَّ الإصلاح البيئي عملٌ لا يتوقَّف حتى في أشد لحظات المصير الإنساني حرجًا.
ويشدِّد المجمع على أنَّ التصحُّر والجفاف تهديدٌ مباشِرٌ للأمن الغذائي والاستقرار المجتمعي وحياة الأجيال المقبِلة، لافتًا إلى أنَّ الدِّين الإسلامي يربط بين العبادة والسلوك البيئي، ويحثُّ على ترشيد استهلاك المياه، وحماية الغطاء النباتي، والعمل الجماعي؛ مِن أجل وَقْف زَحْف التصحرُّ، وصَوْن حقِّ الإنسان في بيئة نظيفة وآمنة.
ويدعو المجمع -في هذا السِّياق- إلى تفعيل الوعي البيئي مِن خلال المنابر الدِّينيَّة والإعلاميَّة والمؤسَّسات التعليميَّة، وتعزيز ثقافة الحفاظ على الموارد الطبيعيَّة بوصفها أمانةً في أعناقنا جميعًا، مشدِّدًا على أهميَّة الشراكة بين المؤسَّسات الدِّينية والتعليميَّة والمجتمعيَّة في بناء وعي مسئول يُدرِكُ خطورة التصحُّر، ويسعى بجِدٍّ إلى ترسيخ مبدأ رعاية البيئة؛ حفاظًا على الحاضر، وصيانةً للمستقبَل.
«ومَن أحياها».. تفاصيل مبادرة البحوث الإسلامية لمواجهة الخصومات الثأرية
يُطلِق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، اليوم، حملة توعويَّة شاملة بعنوان: (ومن أحياها)؛ لمواجهة ظاهرة الخصومات الثأريَّة التي تُعدُّ مِنَ الظواهر المجتمعيَّة الخطيرة التي تهدِّد أمن الأفراد واستقرار المجتمعات، وتسفك دماء الأبرياء، وتنشر الكراهية والفُرقة.
«البحوث الإسلامية» يطلق حملة توعويَّة لمواجهة الخصومات الثأريَّة
وذلك في إطار الدَّور الريادي الذي يضطلع به الأزهر الشريف في خدمة قضايا المجتمع، وفي ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بضرورة تكثيف الجهود التوعويَّة والوقائيَّة لمعالجة الظواهر السلبيَّة مِن منظور دِيني وإنساني شامل.
وتستهدف الحملة نَشْر ثقافة العفو والتسامح بين الناس، وتصحيح المفاهيم المغلوطة المرتبطة بالثأر، وترسيخ القِيَم الدِّينيَّة التي تحرِّم سفك الدماء بغير حق، وتدعو إلى كَظْم الغيظ والإصلاح بين الناس، فضلًا عن دَعْم جهود لجان المصالحات المجتمعيَّة في القرى والمراكز، وتعزيز الثقة في دَور المؤسَّسات الدِّينيَّة والاجتماعيَّة في حماية السِّلم الأهلي، وتفعيل الخطاب الدِّيني الهادف في معالجة القضايا المجتمعيَّة الحسَّاسة.
وقال محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: إنَّ إطلاق هذه الحملة يأتي انطلاقًا مِنَ الدَّور الدَّعوي والمجتمعي الذي يضطلع به الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، في تعزيز التماسك المجتمعي، ومواجهة العادات الجاهليَّة التي لا تمتُّ إلى الإسلام بصِلَة، وعلى رأسها: الثأر، موضِّحًا أنَّ الإسلام حثَّ على العفو والإصلاح، وعَدَّ العفو أقرب للتقوى وأكثر أجرًا.
وأشار الجندي إلى أنَّ هذه الحملة لا تنفصل عن رؤية الأزهر الشريف الشاملة للإصلاح المجتمعي، التي تُعلِي مِنْ شأن الإنسان، وتحمي كِيانه النَّفسي والاجتماعي مِنَ التفكُّك والتشظِّي، مؤكّدًا أنَّ الإسلام الحنيف لا يُقِرُّ بحال من الأحوال الأخذ بالثأر أو الاقتصاص الفردي؛ بل يدعو إلى العدل المقنَّن، والعفو الاختياري، بوصفه قيمةً أخلاقيَّةً تتجلَّى فيها معاني القوَّة والرحمة في آنٍ واحد.
مبادرة ومن أحياها
فيما بيَّن الدكتور محمود الهواري الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني، أنَّ المجمع يستند في هذه الحملة إلى منهج عِلمي وتوعوي متكامل، يعتمد على الخطاب المباشر وغير المباشر، ويستثمر خبرةَ وعَّاظِ الأزهر الشريف وواعظاته في التعامل مع الناس داخل البيئات التي تنتشر فيها مثل هذه النِّزاعات، إضافةً إلى أدوات الإعلام الرَّقْمي والتقليدي التي تضمن وصول الرسائل التوعويَّة لجميع الفئات المستهدَفة.
ومِنَ المقرَّر أن تنطلق الحملة -التي تستمر فعاليَّاتها على مدار شهر- بدايةً مِن محافظات الصعيد وبعض المناطق الريفيَّة التي تكرَّرت فيها الخصومات الثأريَّة، وتتضمَّن تنفيذ مجموعة من الخُطَب والنَّدوات والمحاضرات الدَّعويَّة في المساجد والجامعات والمدارس، واللقاءات المباشرة في مراكز الشباب والنوادي الاجتماعية، بالإضافة إلى إطلاق حملة إعلاميَّة رقْميَّة عبر المركز الإعلامي لمجمع البحوث الإسلاميَّة، تشمل إنتاج مقاطع فيديو قصيرة ومنشورات توعويَّة عبر المنصَّات الرسميَّة للمجمع على وسائل التواصل الاجتماعي.