احذر.. الحمام الساخن قد يهدد حياتك

فيما يراه كثيرون طقسًا يوميًا لا غنى عنه بعد يوم مرهق، وجّه طبيب ألماني تحذيرًا صريحًا بشأن مخاطر الاستحمام بالماء شديد السخونة، محذرًا من أن هذه العادة الشائعة قد تتحوّل إلى مصدر خطر جسيم على الصحة، بل قد تقود إلى الإغماء أو إصابات قاتلة داخل الحمام.
الدكتور "ماكس مدهالي"، وهو اختصاصي في صحة الأوعية الدموية، أوضح في مقطع مصوّر حقق أكثر من 14 مليون مشاهدة عبر "تيك توك"، أن الماء الساخن جدًا يتسبب في تمدد الأوعية الدموية بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في ضغط الدم، وبالتالي الشعور بالدوار، أو حتى فقدان الوعي الكامل.
خطورة الاستحمام بالماء الدافئ
وفقًا للدكتور مدهالي، فإن الجسم عندما يتعرض لدرجة حرارة عالية –كما هو الحال عند الاستحمام بماء ساخن جدًا– يُفعّل آلية دفاع طبيعية تؤدي إلى توسّع الأوعية الدموية، في محاولة لخفض الحرارة الداخلية، لكن هذه الآلية، رغم كونها فسيولوجية، تُحدث خللًا في توزيع الدم، حيث يتجمّع في الأطراف والجلد، ويقلّ تدفقه إلى الدماغ، ما قد يُفضي إلى:
- دوخة مفاجئة
- اضطراب في التوازن
- الإغماء والسقوط داخل الحمام
- إصابات بالرأس أو الظهر بسبب الاصطدام بالأسطح الصلبة
- خطر الوفاة في الحالات القصوى أو لدى من يعانون أمراضًا مزمنة
مضار الماء على البشرة والشعر
لا تتوقف التحذيرات عند الجانب الدوري فقط، إذ نبّه الطبيب الألماني إلى أن الماء الساخن جدًا قد يُدمّر الطبقة الطبيعية من الزيوت التي تغطي البشرة والشعر، والتي تعمل كدرع واقٍ يحافظ على الترطيب والحماية من الجفاف والتشققات.
وتابع: "فقدان هذه الطبقة نتيجة الحرارة المرتفعة يؤدي إلى جفاف الجلد، وتلف بصيلات الشعر، وزيادة الحساسية الجلدية"، مضيفًا أن الأشخاص المصابين بمشكلات مثل الإكزيما أو الجلد الحساس أكثر عرضة لهذه الأضرار.
هل يُضعف الماء الساخن مناعة الجلد؟
أشارت دراسات أخرى إلى أن الماء الساخن قد يُساهم في إضعاف جهاز المناعة الجلدي، من خلال إزالة طبقة الميكروبيوم النافع الموجودة على سطح الجلد. هذه الطبقة تُعد الخط الدفاعي الأول، وتلعب دورًا في تعزيز الاستجابة المناعية ومكافحة البكتيريا والفيروسات الضارة.
وبالتالي، فإن الإفراط في الاستحمام بماء ساخن قد يُعرّض الجسم لالتهابات جلدية أو أمراض مناعية ناتجة عن اختلال التوازن البكتيري الطبيعي للجلد.
عادة خطيرة داخل الحمام
وفي سياق متصل، نبّه الدكتور "جيسون سينج"، اختصاصي الرعاية الأولية من ولاية فرجينيا، إلى عادة غريبة يمارسها البعض، وهي التبول أثناء الاستحمام، وأوضح أن هذا السلوك قد يُسهم في "برمجة" الدماغ على ربط صوت تدفّق الماء برغبة التبول، وهو ما قد يزيد لاحقًا من احتمالية الإصابة بسلس البول، خصوصًا عند كبار السن أو النساء بعد الولادة.
توصيات طبية لتجنّب المخاطر داخل الحمام:
- ضبط درجة حرارة الماء لتكون دافئة، لا ساخنة جدًا (حوالي 37-38 درجة مئوية).
- إذا شعرت بالدوار أثناء الاستحمام، أوقف الماء فورًا، واجلس أو استند إلى الجدار.
- تركيب مقابض دعم داخل الحمام، أو استخدام كرسي استحمام للأشخاص المعرضين للإغماء.
- الامتناع عن الاستحمام لفترات طويلة أو في بيئة مغلقة تمامًا دون تهوية.
- استخدام مرطبات بعد الاستحمام للحفاظ على رطوبة الجلد.
- الامتناع عن التبول أثناء الاستحمام لتجنّب التأثيرات العصبية السلبية لاحقًا.
جدل على السوشيال ميديا
رغم التحذيرات التي أُطلقت بمصادر موثوقة وعلى لسان أطباء مختصين، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الردود المتباينة. فكتب أحد المتابعين: "لن آخذ بنصيحتك مع احترامي"، بينما علّق آخر: "الحمامات الساخنة تُبقيني عاقلًا، إنها علاجية بعد يوم طويل".
ويأتي هذا الجدل وسط انقسام بين الخبراء أيضًا حول أفضل وقت للاستحمام؛ فبينما يرى البعض أن الاستحمام الصباحي يُنشّط الدورة الدموية، يؤكد آخرون –مثل الدكتور "سينج"– أن الاستحمام قبل النوم يُساعد في الاسترخاء وتحسين جودة النوم، شرط ألا تكون حرارة الماء مرتفعة.
- الاستحمام بالماء الساخن جدًا قد يُسبب دوخة، هبوط ضغط، وإغماء.
- الماء الساخن يضر الجلد والشعر ويفقدهما الطبقة الواقية الطبيعية.
- تحذير إضافي من التبول أثناء الاستحمام لأنه قد يُسبب مشكلات تحكم لاحقًا.
- يُنصح بضبط حرارة الماء، وتجنّب الوقوف لفترات طويلة تحت الماء الساخن.
- تفاعل واسع على السوشيال ميديا بين مؤيد للتحذيرات ومدافع عن "الحمام الساخن".