عاجل

الصلاة على الميت المدين حلال أم حرام؟.. "الإفتاء" ترد بالأدلة الشرعية

دار الأفتاء
دار الأفتاء

ما حكم الصلاة على الميت الذي توفي وعليه دين؟ وهل تُمنَع صلاة الجنازة عنه؟ سؤال يتكرر كثيرًا بين المسلمين، وخاصة عند وفاة شخص لم يسدد ما عليه من التزامات مالية، مما يثير الحيرة والقلق بين أقاربه وأصدقائه، فيبحث الكثيرون عن الفتوى الشرعية الصحيحة التي تحسم هذا الأمر، وفي هذا السياق، أصدرت دار الإفتاء المصرية توضيحًا شرعيًا دقيقًا عبر موقعها الرسمي، لتبيين الحكم الصحيح وفقًا لما ورد في السنة النبوية المطهرة.

الصلاة على الميت المدين 

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن صلاة الجنازة على الميت فرض كفاية، ولا فرق في حكمها سواء كان المتوفى مدينًا أو غير مدين، مشيرة إلى أن التوقف عن أداء صلاة الجنازة على المدين كما ورد في بعض الروايات النبوية لا يعني حرمة الصلاة عليه.

وأكدت الدار أن ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من عدم الصلاة على بعض من ماتوا وعليهم دَينٌ لا يُفهم منه نهي أو تحريم، وإنما كان ذلك بهدف التحفيز على قضاء الديون قبل الوفاة، والتنبيه على خطورة التهاون في الحقوق المالية، وأهمية السداد في الحياة قبل الممات، خاصة إذا توفرت القدرة على ذلك.

وأشارت الدار إلى أن هذا الفعل كان اجتهادًا نبويًا في سياق معين، وقد نُسخ بعد ذلك، وهو ما أكد عليه العلماء في كتب الحديث والفقه.

هل تجب صلاة الجنازة على كل مسلم؟

وفي السياق ذاته، أكدت دار الإفتاء أن صلاة الجنازة من الفروض الكفائية، وهي من الواجبات الجماعية على المسلمين، فإذا قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين، وإذا لم يُصلِّ عليه أحد، أُثِم الجميع، لما في ذلك من ترك واجب ديني واضح.

وأوضحت الدار أن الشريعة الإسلامية حثَّت على أداء صلاة الجنازة، وبيَّنت الأجر والثواب المترتب عليها، وهو ما يظهر في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
«خمس من حق المسلم على المسلم: ردُّ التحيَّة، وإجابة الدعوة، وشهود الجنازة، وعيادة المريض، وتشميت العاطس إذا حمد الله».

وبذلك يتبين أن شهود الجنازات والصلاة على المتوفين من أصول الأخلاق الإسلامية ومن حقوق الأخوة بين المسلمين، بغض النظر عن ظروف المتوفى المادية أو ديونه.

متى يُفضل السداد عن المتوفى المدين؟

رغم جواز الصلاة على الميت المدين شرعًا، أكدت دار الإفتاء أن هناك فضلًا كبيرًا في السداد عن المتوفى إن وُجدت القدرة، حيث إن الديون تمنع روح المتوفى من الراحة حتى تُقضى، وهو ما ورد في العديد من الأحاديث النبوية، ما يجعل قضاء الدين أحد أفضل أبواب البر بالأموات.

كما يُستحب لأقارب الميت أو أصدقائه القادرين أن يبادروا بقضاء ديونه طلبًا للأجر وإبراءً لذمته أمام الله، ويجوز أيضًا الإعلان عن ديونه في محيط معارفه أو عبر وسائل التواصل الموثوقة ليتولى أحدهم السداد نيابة عنه إن أمكن.

لا حرج في الصلاة على المدين

في النهاية،  شددت دار الإفتاء المصرية على أن الصلاة على الميت المدين ليست حرامًا ولا مكروهة، بل هي فرض كفاية على المسلمين، ولا يجوز الامتناع عنها بدعوى أن المتوفى عليه دين، فالحكم الشرعي واضح وصريح، والرسول صلى الله عليه وسلم لم ينهَ عنها مطلقًا، وإنما كانت مواقف النبي تهدف إلى تحقيق مصلحة دينية وتنبيه اجتماعي على خطورة الدَّيْن.

لذا، على كل مسلم أن يُدرك أن أداء صلاة الجنازة واجب ديني عظيم، لا يجب تعطيله لأي سبب، بل علينا أيضًا أن نتواصى بقضاء الديون، وأن نُعين بعضنا البعض على البر والخير، خاصة بعد موت الإنسان الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه.

تم نسخ الرابط