كشفت قضايا للابتزاز والزنا.. لندن تُعيد فتح قضية قتل عمرها 688 عامًا
في قلب لندن خلال القرن الرابع عشر، وقعت جريمة قتل أثارت الجدل وشغلت المؤرخين لقرون، كاهن يُطعن حتى الموت أمام كنيسة شهيرة، وامرأة نبيلة تُتهم بالتحريض، وعلاقات مشبوهة وخيانات، كلها خيوط متشابكة أعاد باحثون حديثًا كشفها بعد أكثر من 688 عامًا، فهل كانت "إيلا فيتزباين" مجرد امرأة سعت للانتقام؟ أم زعيمة عصابة في زمن مضطرب؟ ، نكتشف القصة في تقرير نشرته صحيفة “CNN”.
اغتيال كاهن في قلب لندن
في مساء من شهر مايو عام 1337، تعرض الكاهن "جون فورد" لهجوم وحشي قرب كاتدرائية سانت بول القديمة، طُعن في رقبته وبطنه أمام المارة، وفرّ الجناة، رغم التعرف على القتلة، لم يُسجن سوى خادم واحد فقط، بينما ظلّت إيلا فيتزباين، الأرستقراطية الثرية، بعيدة عن العدالة رغم تورطها المحتمل، بحسب الوثائق التاريخية.
حب وانتقام وسرقة من الأديرة
العلاقة بين إيلا وفورد لم تكن عادية، فبحسب وثيقة جديدة، كان الكاهن السابق جزءًا من عصابة تقودها إيلا، قاموا بسرقة دير فرنسي، وساهموا في ابتزاز الكنيسة مستغلين التوتر السياسي بين إنجلترا وفرنسا.
لكن الأمور تعقّدت عندما أبلغ فورد رؤساءه الدينيين عن علاقتها المشبوهة، وهو ما دفع رئيس أساقفة كانتربري في 1332 لاتهام إيلا بارتكاب الزنا المتكرر مع رجال متزوجين وكهنة.
عقوبات علنية وإذلال نبيل
ردًا على اتهامات الكنيسة، فُرض على إيلا أداء توبة علنية مهينة: التبرع للفقراء، المشي حافية القدمين في كاتدرائية سالزبري وهي تحمل شمعة كبيرة، والامتناع عن ارتداء الذهب، لكنها رفضت تنفيذ هذه العقوبات، ما رجّح أن جريمة قتل فورد كانت انتقامًا متأخرًا.
الوثائق تكشف الوجه الآخر
المحقق الرئيسي، البروفيسور مانويل إيسنر من جامعة كامبريدج، اكتشف وثائق تربط بين إيلا، فورد، وزوجها في هجوم عنيف على دير فرنسي عام 1322، حيث سرقوا ماشية واحتجزوها مقابل فدية، هذا المشهد الغريب من التورط الأرستقراطي في أعمال عنف ومنخفضة المستوى أذهل الباحثين.
نساء قويات في عصر العنف
رغم أن القرون الوسطى كانت مليئة بالعنف، إلا أن المجتمع لم يكن متسامحًا مع جرائم قتل وتُظهر هذه القضية أن بعض النساء، مثل إيلا، امتلكن نفوذًا وقدرة على استخدام العنف للحفاظ على سمعتهن ونفوذهن، بل وتجنيد رجال لتنفيذ عمليات قتل.
