اجتماع حاسم للفيدرالي الأمريكي لبحث مصير الفائدة خلال ساعات

يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي، اليوم الثلاثاء، اجتماعه الدوري الذي يستمر يومين لمراجعة السياسة النقدية، على أن يُعلن قراره مساء اليوم الأربعاء، ويرجح معظم خبراء الاقتصاد وأسواق المال أن يثبت البنك المركزي سعر الفائدة في نطاقه الحالي بين 4.25 و 4.50 في المئة، بعد أربعة تخفيضات متتالية العام الماضي، فيما يتحوّل اهتمام المستثمرين إلى التوقعات المُحدَّثة لأعضاء لجنة السوق المفتوحة بشأن النمو والتضخم.
مصير أسعار الفائدة
يأتي الاجتماع في خضم حالة من عدم اليقين الاقتصادي؛ إذ أظهرت البيانات الأخيرة تباطؤاً طفيفاً في سوق العمل واستقراراً لمعدل البطالة، بينما ظل التضخم دون المستهدف، وتحذر كبيرة الاقتصاديين في «كيه بي إم جي» ديان سوونك من أن صانعي السياسات «لن يتحركوا ما لم يتيقنوا من أن الرسوم الجمركية المتزايدة لن تؤجج ضغوط الأسعار».
منذ عودته إلى البيت الأبيض، فرض الرئيس دونالد ترامب رسوماً جمركية بحدّ أدنى 10 في المئة على معظم الشركاء التجاريين، وأشعل نزاع تعريفات مع الصين، إضافة إلى ضرائب على واردات الصلب والألومنيوم والسيارات، ما أثار اضطراباً في الأسواق وأضعف ثقة المستهلكين، ويتوقع محللون ظهور الأثر الكامل لهذه التعريفات في أسعار المستهلك خلال ثلاثة إلى أربعة أشهر.
في المقابل، صعّد ترامب هجومه على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مطالباً بخفض فوري للفائدة بنقطة مئوية كاملة لتقليص كلفة خدمة الدين الحكومي، ووصفه الأسبوع الماضي بأنه «أحمق» لعدم الاستجابة، بالإضافة إلى أن باول كرر تمسّكه باستقلالية البنك المركزي، مؤكداً أن أي تحرك سيعتمد على مسار البيانات الاقتصادية والتضخم لا على الضغوط السياسية.
وستكون نبرة بيان الفيدرالي وخريطة النقاط (الدوت بلوت) محور الاهتمام الرئيسي للأسواق لمعرفة ما إذا كان البنك المركزي يلمّح إلى تخفيضات محتملة في النصف الثاني من العام أم يفضّل نهج الترقّب ريثما تتّضح تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد.
ترامب يريد خفض أسعار الفائدة
قال إبراهيم مصطفي ، الخبير الاقتصادي، إن التطورات العالمية الحالية، من تصعيد الحرب بين إسرائيل وإيران ، واستمرار العدوان على غزة ، وارتفاع التضخم إلى القرارات الأميركية الأخيرة برفع الرسوم الجمركية ، تضع تحديات كبيرة أمام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ، وقد تدفعه إلى الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.
وأوضح إبراهيم مصطفي ، في تصريحات خاصة لنيوز رووم، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد خفض أسعار الفائدة ، لكن الواقع الاقتصادي العالمي المعقد قد يجبر الفيدرالي على الأنتظاروتثبيت أسعار الفائدة ، خصوصاً مع تزايد ضغوط التضخم وزيادة أسعار السلع والخدمات.
وأشار إبراهيم مصطفي ، إلى أن فرض رسوم جمركية على بعض السلع يساهم في رفع الأسعار، ليس فقط داخل الأسواق الأميركية، بل يمتد تأثيره إلى الأسواق الأوروبية أيضا ، وهو ما يجعل خيار تثبيت الفائدة يبدو منطقياً، وذلك في ظل محاولات البنك الفيدرالي كبح التضخم والسيطرة علي أرتفاع أسعار السلع .