من فلامنجو إلى ميامي.. سلسلة آلام الأهلي التي لا تنتهي في المونديال
لم يكن التعادل السلبي أمام إنتر ميامي مجرد نقطة في جدول المباريات، بل حلقة جديدة في مسلسل أليم يعيشه النادي الأهلي في بطولة كأس العالم للأندية.
مسلسل من الألم والإحباط يتجدد مع كل مشاركة، وكأنما كتب على "نادي القرن" أن يظل حبيس ذكريات سيئة لا تكتمل أبدًا بسعادة.
منذ أول مشاركة للأهلي في البطولة العالمية، ظل الفريق يحمل بين طيات أدائه تناقضًا غريبًا. فريق يفرض هيبته، يسيطر على مجريات اللعب، يخلق الفرص تلو الأخرى، ثم يفشل في العبور إلى بر الأمان. وكأن هناك لعنة حقيقية تلاحق القلعة الحمراء في هذه البطولة بالذات.
لحظات كان يمكن أن تغير التاريخ
في نسخة 2022 أمام فلامنجو، وقف محمد شريف منفردًا بالحارس في الدقيقة 74، وكان الفريق متقدمًا 2-1. تسديدة واحدة كانت كفيلة بتأمين الفوز، لكن الكرة انتهت بين يدي الحارس. قبل ذلك، أهدر علي معلول ركلة جزاء في الدقيقة 58. النهاية؟ خسارة 4-2 وخروج من البطولة.
وفي مواجهة ريال مدريد بنفس النسخة، أضاع كل من حسين الشحات وأفشة فرصًا ذهبية كانت يمكن أن تعيد الأهلي للمباراة. النتيجة النهائية؟ خسارة 4-1 رغم الأداء المشرف.
مأساة نصف النهائي
جاءت نسخة 2023 لتعيد الكرة مرة أخرى، في نصف النهائي أمام فلومينسي، أهدر بيرسي تاو رأسية ذهبية في الدقيقة 72 كانت ستُعادل النتيجة. بدلًا من ذلك، سجل الفريق البرازيلي هدفًا ثانيًا ليقضي على أحلام الأهلي في الوصول للنهائي.
ركلات الترجيح القاسية
في 2024 أمام باتشوكا المكسيكي، عانى الأهلي من نفس الداء. أهدر طاهر محمد طاهر فرصة صافية في الدقيقة 37، ثم أضاع كهربا انفرادًا كاملًا. المباراة انتهت بركلات الترجيح التي أهدر فيها عمر كمال وخالد عبد الفتاح ركلتيهما. الخروج مرة أخرى من الباب الضيق.
إعادة السيناريو المؤلم
وها هو التاريخ يعيد نفسه في 2025 أمام إنتر ميامي. تريزيجيه يهدر ركلة جزاء، حسين الشحات يتردد في هجمة مرتدة قاتلة. النتيجة؟ تعادل سلبي يضيف فصلًا جديدًا لكتاب الآلام.
لماذا يفشل الأهلي دائمًا؟
التحليل الفني يشير إلى عدة أسباب:
1- غياب العقلية الفائزة في المواقف الحاسمة
2- ضعف التركيز في اللحظات الحاسمة
3- عدم وجود قائد حقيقي يمكنه توجيه الفريق في الأوقات الصعبة
4- ضعف الكفاءة التهديفية مقارنة بمستوى اللعب العام
رغم كل هذا التاريخ من الإحباطات، تظل جماهير الأهلي متمسكة بأمل التتويج العالمي. ربما تأتي النسخة القادمة بالفرج المنتظر، أو ربما يحتاج الفريق إلى مراجعة شاملة لطريقة تعامله مع هذه البطولة بالذات. شيء واحد مؤكد: الجماهير تستحق أن ترى فريقها يكتب نهاية سعيدة لهذه الملحمة الأليمة.
تبقى مشاركات الأهلي في كأس العالم للأندية لغزًا محيرًا. فريق يمتلك كل المقومات للوصول للقمة، لكنه يعجز دائمًا عن كتابة النهاية السعيدة. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستستمر هذه اللعنة إلى الأبد، أم أن يوم الفرج قادم لا محالة؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.
