عاجل

استشاري نفسي: الأبناء ليسوا مشاريع شخصية.. والنجاح مجرد «درجات»

طلاب الثانوية العامة
طلاب الثانوية العامة

حذّرت الدكتورة فاطمة عمر، استشاري الصحة النفسية، من الضغوط النفسية الهائلة التي يواجهها طلاب الثانوية العامة في مصر، مشيرة إلى أن كثيرًا من تلك الضغوط لا تنبع من المناهج الدراسية أو رهبة الامتحانات فحسب، بل من التعامل الخاطئ للأسر مع أبنائهم وكأنهم مشاريع يجب إنجازها بأي ثمن.

وخلال مشاركتها في برنامج "أهل مصر" على قناة "أزهري"، أكدت فاطمة عمر، أن العديد من الطلاب يُجبرون على حمل توقعات لا تخصهم، بل هي امتداد لطموحات الأهل الشخصية، أو انعكاس لمخاوفهم وتجاربهم الماضية. ووصفت هذا النوع من الضغط بأنه عبء نفسي قاتل قد يؤدي إلى اضطرابات في التركيز، وقلق دائم، بل وقد ينعكس سلبيًا على أداء الطالب الأكاديمي.

الأبناء يعيشون واقعًا 

شددت فاطمة عمر على أن الأهل بحاجة إلى إدراك التحولات الجذرية التي طرأت على البيئة التعليمية وسوق العمل، مؤكدة أن النجاح لم يعد يُقاس بمجموع الدرجات وحده، بل بقدرة الطالب على التعلّم الذاتي، والمرونة، وبناء شخصية مستقلة ومتزنة.

وقالت: فاطمة عمر "جيل اليوم يعيش في واقع مختلف كليًا عن ما عاشه آباؤهم. لذلك، يجب أن تتغير طريقة تفكيرنا في التربية والتعليم، بحيث نمنح أبناءنا الأدوات التي تساعدهم على النجاح في حياتهم، لا فقط في الامتحانات."

القلق بين التحفيز والانهيار

وأوضحت فاطمة عمر أن القلق ليس بالضرورة أمرًا سلبيًا، بل يمكن أن يكون محفزًا إذا تمت إدارته بشكل صحيح. لكنها حذرت من أن زيادة هذا القلق دون توجيه سليم يجعله أداة هدم لا بناء، داعية الأسر إلى أن تكون مصدر دعم نفسي واحتواء لأبنائها، لا عاملًا إضافيًا في الضغط.

وأكدت فاطمة عمر على ضرورة التحلي بالمرونة في التعامل مع الأبناء، والاستماع إليهم، وتقدير مخاوفهم، وفتح حوار متبادل قائم على الثقة والتفاهم.

الثانوية العامة 
الثانوية العامة 

رسالة للأولياء الأمور 

اختتمت فاطمة عمر حديثها برسالة صريحة إلى كل أسرة، قالت فيها: "ادعموا أبناءكم ليصبحوا نافعين لأنفسهم ولمجتمعهم، لا لأن يحققوا ما لم تحققوه أنتم."

وشددت فاطمة عمر على أن الدور الحقيقي للأسرة هو تهيئة بيئة نفسية آمنة، تساعد الطالب على اكتشاف إمكاناته وصقل شخصيته، لا الدفع به لتحقيق أهداف لا تعبّر عنه.

تم نسخ الرابط