بثينة عبد الرؤوف: التعليم لا يُقاس بيوم امتحان بل بقدرات الطالب الحياتية

أكدت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة في أصول التربية، أن نظام التعليم المصري يمر حاليًا بمرحلة مفصلية تتطلب مراجعة شاملة وعميقة، معتبرة أن ربط مستقبل الطالب بيوم واحد من الامتحانات هو أمر لم يعد ملائمًا للعصر الحديث.
وخلال لقائها ببرنامج "أهل مصر" على قناة "أزهري"، شددت بثينة عبد الرؤوف على أن هذا التصور التقليدي للتعليم لا يواكب التحولات المتسارعة في سوق العمل والمعرفة، حيث باتت المهارات والإبداع والتفكير النقدي أكثر أهمية من مجرد استظهار المعلومات.
نظام الحفظ.. عائق العقول
أوضحت بثينة عبد الرؤوف أن المنظومة التقليدية التي تكافئ الحفظ وتغفل التفكير والتحليل أصبحت تمثل عبئًا على الأجيال الجديدة، مؤكدة أن هذا النموذج يقف عائقًا أمام بناء طالب قادر على التعلم الذاتي، والبحث، والاستقلالية في التفكير.
وقالت بثينة عبد الرؤوف: "نحن بحاجة إلى منظومة تعليمية حديثة ترتكز على تأهيل الطالب لمهارات الحياة والعمل، وليس فقط لحل ورقة امتحان."
بوابة لتطوير التعليم
وأشارت بثينة عبد الرؤوف إلى أهمية الاستفادة من النماذج العالمية الحديثة مثل نظام البكالوريا الدولية، الذي لا يكتفي بتقييم المعلومات، بل يُقيّم أيضًا المهارات الناعمة، والشخصية، والقدرة على حل المشكلات.
وشددت بثينة عبد الرؤوف على أن النظام التعليمي الناجح هو الذي يُخرج أجيالاً مرنة، قادرة على مواجهة المتغيرات التكنولوجية والاجتماعية والمهنية، قائلة: "التعليم ليس فقط وسيلة للحصول على شهادة، بل هو منظومة لبناء الإنسان."
تطوير التعليم ووعي الأهل
وأوضحت بثينة عبد الرؤوف أن عملية تطوير التعليم لا تقتصر على تعديل المناهج أو تحديث الكتب الدراسية، بل يجب أن تبدأ من تدريب المعلمين على فلسفة التعليم الحديثة، وتمكينهم من أدوات وأساليب التعليم التفاعلي.
كما أكدت بثينة عبد الرؤوف أن أولياء الأمور لهم دور جوهري في نجاح أي إصلاح تعليمي، مشيرة إلى أن كثيرًا من مشكلات الطلاب الدراسية ترجع إلى غياب وعي الأسرة بفلسفة التغيير ومفهوم النجاح الحقيقي.

الامتحان ليس النهاية
واختتمت بثينة عبد الرؤوف حديثها بالتأكيد على ضرورة إعادة النظر في النظرة المجتمعية للامتحانات، قائلة: "العقلية التي ترى الامتحان نهاية الطريق تحتاج إلى تصحيح جذري. فالقيمة الحقيقية للتعليم تُقاس بما يمكن للطالب إنجازه في الحياة، لا بدرجاته في ورقة الامتحان فقط."
ودعت بثينة عبد الرؤوف إلى أن يكون الهدف الأسمى من العملية التعليمية هو بناء طالب منتج، واثق، قادر على التعلّم مدى الحياة، لا مجرد متلقٍ مؤقت للمعرفة.