موسكو تسعى للوساطة بين طهران وتل أبيب.. وبوتين يطرح نفسه كضامن للإستقرار

أكد مراسل "القاهرة الإخبارية" في موسكو، حسين مشيك، أن روسيا لم تعلن رسميا عن مبادرة محددة لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، لكنها أبدت استعدادها الكامل للعب دور الوسيط، وهو ما أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي أجراه مؤخرًا مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب.
روسيا تمتلك علاقات استراتيجية مع طهران
وأوضح بوتين أن بلاده تملك علاقات استراتيجية مع طهران، إلى جانب روابط وثيقة مع تل أبيب، ما يمنحها موقعًا متوازنًا يسمح لها بالتدخل لخفض التوتر بين الطرفين.
وأضاف خلال رسالة على الهواء، أن موسكو ترى أن تصاعد الهجمات العسكرية في المنطقة يُعدّ عقبة حقيقية أمام فرص التهدئة، ويقلّص من إمكانية فتح قنوات تفاوض فعالة، كما تلمّح روسيا إلى أن الغرب يسعى لعزلها سياسيا واقتصاديا، وتحاول من خلال هذا الملف أن تعيد تثبيت موقعها كقوة دولية لا يمكن تجاوزها في الملفات الإقليمية، وتشير مصادر روسية إلى احتمال أن تستضيف موسكو أي صيغة اتفاق، بما في ذلك استقبال اليورانيوم الإيراني المخصّب إذا ما توصلت الأطراف إلى تفاهم شامل.
وتابع أن موسكو حذرت من أن اتساع رقعة الاشتباكات سيجعل الوساطة أصعب، وستصبح المفاوضات أكثر تعقيدًا، معتبرة أن أي تهدئة يجب أن تمر عبر ضغط أمريكي وروسي مشترك على الجانبين الإيراني والإسرائيلي. كما أنه تربط موسكو بين التصعيد في الشرق الأوسط والفشل في تسوية القضية الفلسطينية، وتؤكد أن غياب دولة فلسطينية مستقلة سيبقي الإقليم على حافة الانفجار المستمر.
ومن ناحية أخرى، قال باباك إماميان، عضو حزب المحافظين البريطاني، إن توجه حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس نيميتز" من بحر الصين الجنوبي نحو الشرق الأوسط، يحمل رسائل استراتيجية متعددة، أبرزها طمأنة الحلفاء في المنطقة بأن الولايات المتحدة مستعدة للتدخل العسكري المباشر في حال تطورت المواجهات.
وأكد إماميان خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن الخطوة الأمريكية تأتي بعد سلسلة "فخاخ سياسية" نُصبت للنظام الإيراني، أولها إيهامه بأن المفاوضات الجارية مع واشنطن تستبعد التصعيد، قبل أن تتفجر الأوضاع في ظل استمرار تلك المحادثات.
وأشار إلى أن الفخ الثاني تمثل في استدراج إيران إلى صدام مباشر مع إسرائيل، وهو ما تحقق جزئيًا، بينما تمثل الفخ الثالث في دفع طهران نحو توقعات مفرطة بشأن تدخل حلفاء واشنطن في المنطقة، واعتبر أن واشنطن تسعى الآن لإثبات قدرتها على التدخل السريع، وأن حاملة الطائرات تمثل رمزًا سياسيًا وعسكريًا لردع أي مغامرات إيرانية تستهدف زعزعة الاستقرار الإقليمي، خاصة إذا فكرت طهران في إغلاق مضيق هرمز أو مهاجمة المصالح الأمريكية.
وتابع أن التحرك الأمريكي قد تكون له تداعيات على العلاقة مع الصين، إلا أن إدارة ترامب ترى أن أولوية الردع في الشرق الأوسط تتقدم حاليًا على التوازنات مع بكين، موضحا أن هناك توجهًا أمريكيًا لفصل موسكو عن بكين، عبر محاصرة النفوذ الروسي في الشمال وإدارة الردع من الجنوب ضد الصين، وأكد أن قدرات إيران العسكرية الفعلية أقل كثيرًا مما قدرته الاستخبارات الأوروبية سابقًا، متسائلًا عن أسباب المبالغة المستمرة في تقييم القدرات العسكرية الإيرانية.