عاجل

هل يجوز تأخير غسل الجنابة؟.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

الغسل
الغسل

أثارت استفسارات متكررة من المواطنين عبر منصات التواصل الاجتماعي تساؤلًا شرعيًّا دقيقًا: هل يأثم المسلم إذا أخّر غسل الجنابة؟ وهل يجب عليه الغُسل فورًا بعد حصول الجنابة؟

هل يجوز تأخير غسل الجنابة؟

وفي هذا السياق أجابت دار الإفتاء المصرية أنه لا يصح من الناحية الشرعية ما يُتداول بين الناس من أن الملائكة تلعن الجُنب في كل خطوة يخطوها، أو أنها تستمر في لعنه حتى يغتسل، أو أن تحت كل شعرة من جسده شيطان، فكل ذلك لا أصل له في السنة النبوية، ولا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

ومع ذلك، يُستحب للمسلم أن يُبادر إلى الاغتسال من الجنابة ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، لما في الطهارة من فضل ومكانة في الشريعة، وإذا لم يتمكن من الاغتسال فورًا، فيُستحب له أن يتوضأ عند رغبته في النوم، أو الطعام، أو تكرار الجماع، أو الخروج لقضاء حاجاته اليومية.

أما من أخر غسل الجنابة دون أن يؤخّر معه الصلاة عن وقتها، فلا إثم عليه، لكن إن أدّى تأخير الغسل إلى فوات وقت الصلاة، فالإثم يقع بسبب تأخير الصلاة لا بسبب الجنابة ذاتها.

الجنابة: معناها وأحكامها، وما مدى صحة ما يُقال عن لعن الملائكة للجنب

تعريف الجنابة لغويًا وشرعيًا

الجنابة في اللغة مأخوذة من البُعد، وهي ضد القُرب؛ ويُقال: “أجنب الرجل” إذا أصابته الجنابة، وسُمي بذلك لأنه يُنهى عن الاقتراب من أماكن الصلاة حتى يغتسل.
أما في الاصطلاح الشرعي، فهي: أمر معنوي يقوم بالبدن، يمنع من صحة الصلاة والطواف وما يلزم لهما من طهارة، ولا يزول إلا بالغُسل أو التيمم في حال تعذّر الماء.

ما يُتداول عن لعن الملائكة للجنب… لا أصل له

كثُر في بعض المجالس والمجتمعات تداول عبارات مثل: “الملائكة تلعن الجنب حتى يغتسل”، أو “كل شعرة تحته شيطان”، وقد نفت دار الإفتاء المصرية صحة هذه الأقوال، مؤكدة أنها لم ترد عن النبي ﷺ، ولا يجوز نسبتها إليه.

إنما الثابت أن ملائكة الرحمة لا تقترب من الجنب حتى يغتسل أو يتوضأ، كما جاء في حديث رسول الله ﷺ:

“ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق، والجنب إلا أن يتوضأ” (رواه أبو داود).
وفسر العلماء أن المقصود بالملائكة هنا: ملائكة الرحمة والبركة، وليس الحفظة.

هل يجب على الجنب المبادرة بالغسل فورًا؟

أجمع الفقهاء على أن غسل الجنابة واجب على التراخي، لا على الفور، إلا في حال ضيق وقت الصلاة؛ فإذا ترتب على تأخير الغسل فوات وقت الصلاة، أثم لتأخيره الصلاة، لا لمجرد تأخير الغسل.

كما أن الجنب ليس بنجس ذاتًا، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي ﷺ صافح أبا هريرة رضي الله عنه وهو جنب، وقال له:“إن المؤمن لا ينجُس”.

الوضوء في حال تأخر الغسل أو النوم أو تناول الطعام

استحب جمهور الفقهاء – من الشافعية والحنابلة وغيرهم – أن يتوضأ الجنب إذا أراد:
• النوم
• الطعام أو الشراب
• معاودة الجماع
وذلك تأسّيًا بالنبي ﷺ، حيث ثبت عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت:

“كان رسول الله ﷺ إذا كان جنبًا فأراد أن يأكل أو ينام، توضأ وضوءه للصلاة” (رواه مسلم).

أما المالكية، ففيهم من قال بوجوب الوضوء قبل النوم للجنب، بينما ذهب الحنفية إلى جواز النوم دون وضوء، لكن يُستحب عندهم أن يغسل الجنب يديه ويتمضمض قبل الأكل والشرب

تم نسخ الرابط