تفاصيل الإنجاز الطبي في الكشف المبكر عن مضاعفات فقر الدم المنجلي بالقصر العين

في إنجاز علمي يضع مصر على خريطة الابتكار الطبي العالمي، نجح فريق بحثي بقصر العيني بقيادة الدكتور أنطوان فخري عبد المسيح، الأستاذ المساعد لطب وقلب الأطفال، في استخدام تقنية البوت ساكل (Vortex Flow) بالموجات الصوتية لتشخيص مبكر ودقيق لأمراض خطيرة مثل فقر الدم المنجلي وارتفاع ضغط الشريان الرئوي عند الأطفال بتكلفة أقل ودون الحاجة إلى التدخل الجراحي أو التخدير.
و كشف الدكتور أنطوان في مداخلة هاتفية لقناة " اكسترا نيوز " أن التقنية تعتمد على تتبع حركة الدم داخل شرايين القلب عبر موجات صوتية متطورة، قادرة على رصد تشوهات تدفق الدم التي تشير إلى أمراض مثل الأنيميا المنجلية (المنتشرة في مصر والسودان ودول الخليج)، و ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، الذي كانت طرق تشخيصه التقليدية تتأخر حتى ظهور مضاعفات خطيرة.
وتابع :التقنية كانت متاحة سابقًا فقط بالرنين المغناطيسي، لكننا نجحنا في تطبيقها بالموجات الصوتية لأول مرة، مما يقلل التكلفة بنسبة 80% ويجنب الأطفال مخاطر التخدير.
لماذا يُعد هذا الاكتشاف طفرة؟
اوضح الأستاذ المساعد في قلب الأطفال ان التشخيص المبكرو رصد المرض قبل ظهور الأعراض السريرية يزيد فرص العلاج، ويعمل على توفير المال والجهد فتكون تكلفة الفحص بالموجات الصوتية أقل بكثير من الرنين المغناطيسي، الذي يتطلب تخدير الأطفال في أغلب الأحيان، بالاضافة الي إمكانية التعميم فالجهاز متوفر بالفعل في عدة مستشفيات جامعية مصرية مثل مستشفى 57357، مع خطة لتوسيع نطاق استخدامه.
وكشف الدكتور أنطوان عن تعاون مستقبلي مع خبراء في الذكاء الاصطناعي لبرمجة السوفت وير الخاص بالجهاز لتحليل "الدوامات الدموية" تلقائيًا، والتي تُعد مؤشرًا حاسمًا على وجود أمراض،مضيفًا رصدنا دوامات دم غير طبيعية في الشريان الرئوي لدى الأطفال المصابين، وهو ما يمكن أن يصبح معيارًا عالميًا للتشخيص.
وأكد دكتور أنطوان أن جامعة القاهرة تدعم هذا التوجه البحثي، مشيرًا إلى أن مصر قد تصبح أول دولة تعتمد الموجات الصوتية بديلًا عن الرنين المغناطيسي في تشخيص هذه الأمراض، خاصة مع انتشار الأنيميا المنجلية التي تصيب 70% من الأطفال في بعض المناطق.
واختتم حديثه يُعد هذا الإنجاز نقلة نوعية في طب القلب للأطفال، حيث يجمع بين الدقة العلمية والتكلفة المنخفضة مما يفتح آفاقًا جديدة لإنقاذ آلاف المرضى سنويًا.