عاجل

هل تصل أسعار الذهب إلى أرقام غير مسبوقة بسبب الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟

الذهب
الذهب

شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعا ملحوظا بعد أن اتجه نحو مستوى قياسي يوم الإثنين، مع دفع التصعيد في الصراع بين إسرائيل وإيران المستثمرين نحو الأصول الآمنة.

وتراجعت أسعار الذهب عالميا بما يصل إلى 0.6% في التعاملات الآسيوية الإثنين، ليُتداول قرب 3430.3 دولار للأونصة، بعد أن ارتفع في التعاملات المبكرة إلى نحو 3450 دولاراً، أي أقل بنحو 50 دولاراً من الذروة التاريخية التي سجلها في أبريل.

وأضاف هذا التصعيد المفاجئ في المخاطر الجيوسياسية مزيداً من الزخم إلى موجة ارتفاع حركتها بشكل رئيسي السياسات التجارية العدوانية للرئيس دونالد ترمب، وتأثيراتها على نمو الاقتصاد العالمي.

وارتفع الذهب بأكثر من 30% خلال عام 2025، وكانت مساعي البنوك المركزية لتنويع احتياطياتها بعيداً عن الدولار أحد المحركات الرئيسة الأخرى لهذا الارتفاع، وهو ما قد يصل بالذهب في النهاية إلى أرقام قياسية غير مسبوقة.

رهانات خفض الفائدة تدعم الأسعار
 

وسجّل المعدن النفيس قفزة بنسبة 1.4% يوم الجمعة، بعد مكاسب دامت يومين، مع تغذية بيانات التضخم والوظائف الضعيفة في أميركا للرهانات على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، وغالباً ما تستفيد السبائك من أسعار الفائدة المنخفضة، كونها لا تدر أي عائد.

وارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.4% إلى 3,446.77 دولار للأونصة بحلول الساعة 7:10 صباحاً في سنغافورة.

 

ومن جانبه قال وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، إن الذهب هو الملاذ الأمن، وقد اتجهت أسعاره للارتفاع مُنذ اشتعال الصراعات الجيوسياسية في العالم بعد أن طغت تأثيراتها على التأثيرات السلبية لجائحة كورونا التي لازالت تؤثر بالسلب على الاقتصاد العالمي.

 

و أضاف الخبير الاقتصادي في تصريح خاص ل "نيوز رووم" أنه ارتباطاً بالضربات الأسرائيلية على إيران والرد الإيراني، وخلال ساعات منذ بدء العمليات، ارتفعت أسعار الذهب في السوق العالمية بما يقترب من  1% وارتفعت العقود الأجلة للذهب في السوق الأمريكية بنحو 1,2%، وكذا حدثت ارتفاعات مُتفاوته في المعادن الأخرى كالفضه والبلاتين، والبلاديوم، وهي مُرشحة لمزيد من الارتفاع في حالة استمرار التصعيد

 

و حذر الخبير الاقتصادي، من ارتفاع عالمي لأسعار السلع والمنتجات ومُستلزمات الانتاج، نتيجة حدوث ارتفاعات قياسية في تكاليف النقل والتأمين بحسب التوقعات بعد اشتعال العمليات العسكرية بين إيران وإسرائيل.

تداعيات الحرب بين إيران وإسرائيل على أسعار السلع

 

وأضاف جاب الله،  أن التوقعات تُشير إلى ارتفاع عالمي في تكاليف التمويل، وتراجع شهية المُستثمرين في القطاعات الانتاجية، واتجاه رؤوس الأموال إلى الملاذات الأمنه، وحدوث تخارج تدريجي لاستثمارات الأجانب في الديون الحكومية حال تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل.


التداعيات الاقتصادية المحتملة على مصر

 
وأوضح أن سعر البترول في الموازنة العامة هو 75 دولار للبرميل، وكل زيادة في أسعاره، أو أسعار  الغاز في السوق العالمية تُزيد الأعباء على مصر، وتعمل مصر على تشجيع جذب المُستثمرين في التنقيب، والبحث عن أفضل المسارات الأقل تكلفة لتدبير احتياجاتها.
وتابع: قد تابعنا أخبار عن توجه مصر إلى أسواق متعددة لتدبير احتياجاتها من الغاز، ومن ذلك توقيع مصر عقوداً طويلة الأجل لتوريد الغاز من قطر في مُنتصف مايو الماضي، وتعاقد مصر مع وحدات لتسييل الغاز المُستورد كان أخرها الوحدة الثالثة لمُعالجة واردات الغاز التي وقعت مصر عقد اسئجارها في منتصف مايو الماضي.

مخاوف من اضطراب سلاسل الإمداد


وأكد على وجود مخاوف من اضطراب سلاسل الإمداد  للسلع والخامات ومستلزمات الانتاج ، وارتفاع تكاليف النقل والتأمين ، مما يتسبب في مزيد من ارتفاع اسعار معظم السلع المستوردة، مشيرًا إلى أن استمرار توترات البحر الأحمر  تؤثر بالسلب على ايرادات قناة السويس.
ولفت إلى أن المخاوف من تردد المُستثمرين الأجانب في المضي في جداولهم الزمنية بشأن استثماراتهم في المنطقة، كما أن هناك مخاوف من خروج لاستثمارات الأجانب في الديون الحكومية حال استمرار العمليات، بجانب وجود مخاوف من تراجع عائدات السياحة، في الوقت الذي تستعد فيه مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير، وإن كان مسار تطوير الساحل الشمالي كوجهة سياحية سيساهم في الحد من تلك الآثار السلبية المُحتملة.

تم نسخ الرابط