خبير سياسي: مصر أول من حذرت من توسع الصراع والحل لن يكون بالقوة

أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر كانت من أوائل الدول التي حذرت من مخاطر تمدد الصراع في المنطقة، مشيرًا إلى أن القاهرة أدركت منذ البداية أن التصعيد العسكري لا يجلب أمنًا ولا استقرارًا، بل يعمّق الأزمات الإقليمية ويهدد السلم العالمي.
وأوضح سلامة، في تصريحات أدلى بها لقناة "إكسترا نيوز"، أن الموقف المصري اتسم بالاتزان والمسؤولية، حيث دعت القيادة السياسية منذ اللحظة الأولى إلى الحلول السياسية والتسوية السلمية، في مواجهة محاولات فرض أمر واقع بقوة السلاح.
إسرائيل تستعرض فائض القوة.. ومصر تحذر
وأشار الخبير السياسي إلى أن إسرائيل تحاول الترويج لنفسها كقوة لا تُقهر، قادرة على الوصول إلى أي هدف في أي زمان ومكان، وهو ما وصفه بـ"فائض القوة" الذي يعكس رغبة تل أبيب في فرض نفوذها عبر أدوات الردع العسكري. وأضاف: "هذا بالضبط ما حذرت منه مصر في بياناتها الرسمية، التي شددت على أن التفوق العسكري لا يصنع سلامًا حقيقيًا ولا يضمن استدامة الأمن".
تداعيات اقتصادية تهدد التنمية في الشرق الأوسط
وفي سياق متصل، حذر الدكتور حسن سلامة من الآثار الاقتصادية العميقة للصراع الدائر بين إيران وإسرائيل، خاصة إذا طال أمده. وأوضح أن استمرار الحرب سيلقي بظلاله على أسعار الطاقة وسلاسل الإمداد وحركة التجارة الإقليمية، ما يهدد فرص التنمية والاستثمار في الدول العربية والمنطقة الأوسع.
وقال: "كلما استمر القتال، كلما تزايدت الضغوط على الاقتصادات الوطنية، وارتفعت مخاطر التباطؤ في مشاريع التنمية، وهو ما يتطلب تدخلًا عاجلًا لوقف نزيف التصعيد".
مصر تتحرك دبلوماسيًا لاحتواء الأزمة
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن مصر لم تكتفِ بتحذيراتها السياسية والإعلامية، بل تحركت بفاعلية على الصعيد الدبلوماسي لإيجاد مخرج سياسي للأزمة، موضحًا أن القاهرة أجرت اتصالات مباشرة مع أطراف إقليمية ودولية، وشاركت في جهود الوساطة لوقف إطلاق النار أو التوصل إلى صيغة تهدئة.
وأشار إلى أن الدبلوماسية المصرية تستند إلى إرث طويل من الحضور الفاعل في الملفات الساخنة، مؤكدًا أن هذا التحرك يعكس حرص مصر على حماية مصالح شعوب المنطقة، وتعزيز الاستقرار الجماعي، بعيدًا عن منطق القوة والصراعات المفتوحة.
الرؤية المصرية: التسوية السياسية هي الحل
واختتم الدكتور حسن سلامة حديثه بالتأكيد على أن الرؤية المصرية ترى أن الحلول السياسية هي الطريق الوحيد للخروج من دوامة العنف، لافتًا إلى أن الصراع القائم لا يخدم سوى مزيد من الانقسام والانهيار، وهو ما يتعارض مع طموحات شعوب الشرق الأوسط في السلام، والاستقرار، والتنمية المستدامة.