حسام علوان: اكتشاف مسودات نادرة ليوسف إدريس قبل إتلافها I فيديو
أكد المنتج السينمائي حسام علوان، أهمية قراءة التاريخ المصري بنظرة موضوعية خالية من الانحيازات السياسية أو الصراعات العقائدية بين الملكية والجمهورية، مشيرًا إلى أن ذلك الإرث التاريخي الواسع يستحق التأمل والتوثيق دون نزعة انتقامية أو توجيه آيديولوجي.
جاء ذلك خلال لقائه مع الإعلامي خيري رمضان في برنامج "مع خيري"، المذاع عبر قناة المحور، حيث دعا علوان إلى الفصل بين التأريخ الموضوعي والانتماءات السياسية عند تناول مراحل الدولة المصرية المختلفة.
الملك فؤاد والخديوي إسماعيل
وخلال اللقاء، كشف حسام علوان، عن امتلاكه مذكرات المستشار الطبي للخديوي إسماعيل، مؤكدًا أنها تحتوي على تفاصيل دقيقة عن الحياة السياسية والصحية في البلاط الملكي آنذاك، وتُعد من الوثائق المهمة التي لم تُنشر من قبل.
كما عرض على الهواء كتابًا نادرًا يعود إلى عام 1934 يتضمن تقييمًا سنويًا شاملًا لأوضاع الدولة المصرية في عهد الملك فؤاد، بما في ذلك الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، مشيرًا إلى أن هذه الوثائق تمثل كنزًا أرشيفيًا يستحق الدراسة والتحليل.
إنقاذ تراث يوسف إدريس
في واقعة مثيرة، أعلن علوان عن اكتشاف مسودتين نادرتين لمسرحيتين من تأليف الكاتب المصري الكبير يوسف إدريس، كادتا أن تضيعان بعد أن وُضعتا عن طريق الخطأ ضمن أوراق قديمة كانت على وشك الإرسال إلى مصانع إعادة تدوير الورق.
ونشر علوان عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك" تفاصيل الواقعة، قائلًا: "النهارده نزلت أقلّب في شوية شكاير ورق دُشت قبل ما يروحوا مصانع الورق يتفرموا، لاقيت مسودات مسرحية الجنس الثالث، ومسرحية الفرافير للدكتور يوسف إدريس"، وأرفق منشوره بصور نادرة للمخطوطات الأصلية، التي تُعد ذات قيمة أدبية كبيرة.
الفرافير والمسرح المصري
تُعد مسرحية الفرافير واحدة من أبرز أعمال يوسف إدريس المسرحية وأكثرها تأثيرًا، وقد حظيت بدعاية واسعة قبل نشرها في كتاب عام 1964، بعد تمهيد بمقالات أدبية وفكرية عام 1962.
قدّم الفنان الراحل كرم مطاوع المسرحية على خشبة المسرح القومي في نفس العام، لتُعرض لاحقًا في باريس باعتبارها واحدة من أهم المسرحيات المصرية التي عكست بعمق روح يوسف إدريس ورؤيته لمسرح مصري معاصر.
كما ألحق إدريس المسرحية بثلاثة مقالات تنظيرية تحت عنوان: "نحو مسرح مصري"، قدم فيها أفكاره الفلسفية حول هوية المسرح العربي وأهمية التفاعل بين النص والجمهور.
تراث يستحق الحماية والتوثيق
واختتم حسام علوان حديثه بالتأكيد على ضرورة دعم جهود توثيق التراث الأدبي والتاريخي في مصر، خاصة في ظل المخاطر التي تهدد ضياع الوثائق والمخطوطات النادرة، داعيًا إلى إنشاء مؤسسات مستقلة لحفظ هذا الإرث وصيانته للأجيال القادمة، باعتباره مكونًا رئيسيًا للهوية الثقافية المصرية.
