تجليس الأنبا «إيلاريون» أسقفًا لإيبارشية البحيرة في مراسم كنسية مهيبة

شهدت إيبارشية البحيرة وتوابعها مساء أمس مراسم تجليس نيافة الأنبا إيلاريون على كرسي إيبارشية البحيرة، في طقس كنسي مهيب أقيم خلال صلوات عشية حضرها عدد من أصحاب النيافة من الآباء المطارنة والأساقفة، وذلك وفقًا للتقليد الكنسي المتبع في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وجرى خلال الطقس تلاوة وثيقة "تقليد الأسقفية" التي تعلن رسميًا تولي الأنبا إيلاريون مهامه كأسقف جديد للإيبارشية، خلفًا لنيافة الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، الذي خدم الإيبارشية لعقود طويلة بإخلاص وتفانٍ.
وشهدت الصلوات أجواءً روحية مهيبة، حيث أُلقيت عدة كلمات روحية من عدد من الآباء الأساقفة الحاضرين، تركزت حول أهمية الخدمة الأسقفية ودورها في رعاية الشعب والحفاظ على التعليم الأرثوذكسي. كما عبّر المتحدثون عن ثقتهم في أن نيافة الأنبا إيلاريون سيكون امتدادًا مشرفًا لتاريخ إيبارشية البحيرة العريق، بما عرف عنه من تقوى وهدوء وخبرة رعوية.
وفي ختام الصلوات، ألقى الأنبا إيلاريون كلمة محبة وشكر، عبّر فيها عن امتنانه العميق لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وللمجمع المقدس على هذه الثقة الغالية، كما شكر الآباء المطارنة والأساقفة على حضورهم ومشاركتهم الروحية، وكذلك شعب الإيبارشية الذي استقبله بمحبة بالغة. وأكد نيافته أنه يضع كل إمكانياته في خدمة الكنيسة وشعبها، سائلًا الله أن يمنحه القوة والحكمة للسير على خطى من سبقوه في هذا الكرسي الرسولي.
أقدم وأوسع الإيبارشيات
ويُعد تجليس الأنبا إيلاريون محطة جديدة في تاريخ إيبارشية البحيرة، التي تُعد من أقدم وأوسع الإيبارشيات في الكنيسة القبطية، حيث تضم العديد من الكنائس والمراكز الرعوية والخدمية، وتتمتع بتاريخ طويل من الخدمة والعطاء الكنسي.
تُعد إيبارشية البحيرة من أقدم الإيبارشيات في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتمتد جذورها إلى القرون الأولى للمسيحية في مصر. وكانت البحيرة تُعرف في العصور القديمة باسم "مريوط"، وكانت مركزًا مسيحيًّا هامًّا منذ العصر القبطي المبكر.
وقد لعبت الإيبارشية دورًا تاريخيًّا بارزًا، حيث ضمت مدنًا ذات مكانة كنسية كبيرة مثل بركة غطاس وأبيار ورشيد، وكانت مهدًا للعديد من الأديرة القديمة التي اندثرت بمرور الزمن، بينما بقي بعضها قائمًا كمراكز روحية حتى اليوم.
شهدت الإيبارشية إعادة تنظيم في منتصف القرن العشرين، حينما تولى نيافة الأنبا باخوميوس مسؤوليتها في عام 1971 كأسقف، ثم رُقِّي إلى مطران عام 1990. وخلال فترة خدمته، توسعت الخدمة بشكل ملحوظ، وتم تقسيم بعض مناطقها لاحقًا لتصبح إيبارشيات مستقلة مثل مطرانية مطروح والبحر الأحمر.
تضم الإيبارشية اليوم عددًا كبيرًا من الكنائس المنتشرة في المدن والقرى، إلى جانب مراكز خدمية وتعليمية وروحية تخدم مختلف شرائح المجتمع، كما تتميز بتنوعها الجغرافي الممتد من مدن الدلتا إلى مناطق ساحلية على البحر المتوسط.