دراسة: الحمية منخفضة الكربوهيدرات قد تُقلل الاكتئاب.. بشرط!
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في دورية Journal of Psychiatric Research أن اتباع حمية منخفضة الكربوهيدرات قد يُساهم في تقليل أعراض الاكتئاب، لكن بشرط أن تعتمد على مكونات صحية مثل البروتينات النباتية والدهون غير المشبعة.
ليس كل "دايت" منخفض الكربوهيدرات مفيدًا
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات أكثر من 28 ألف بالغ أمريكي شاركوا في مسح صحي بين عامي 2005 و2018، وقسم الباحثون الحميات إلى ثلاث أنواع:
- حمية صحية منخفضة الكربوهيدرات (HLCD): تركز على الأغذية النباتية، الحبوب الكاملة، والدهون الصحية.
- حمية غير صحية منخفضة الكربوهيدرات (ULCD): تعتمد على اللحوم الحمراء والدهون المشبعة وتفتقر للخضراوات.
- حمية منخفضة الكربوهيدرات بشكل عام (OLCD).
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين اتبعوا الحمية الصحية (HLCD) كانوا أقل عرضة بنسبة 30% لأعراض الاكتئاب مقارنة بمن اتبعوا الحميات غير الصحية، وذلك بحسب مقياس الاكتئاب الدولي PHQ-9.
أما الحميات التي تعتمد على اللحوم والدهون المشبعة، فلم تُظهر أي تأثير نفسي إيجابي يُذكر.
لماذا يؤثر الطعام على المزاج؟
يرجّح الباحثون أن الحميات النباتية تُقلل الالتهاب في الجسم، وتعزز إنتاج النواقل العصبية مثل السيروتونين، وتُحسّن صحة الأمعاء والنوم، وكلها عوامل تؤثر على الحالة النفسية.
التوازن هو المفتاح
يشير الخبراء إلى أن تقليل الكربوهيدرات وحده لا يكفي لتحسين المزاج أو الصحة النفسية، بل يجب اختيار مصادر الغذاء بعناية. فتناول البروتين النباتي، الدهون الأحادية غير المشبعة، والألياف من الحبوب الكاملة قد يصنع فرقًا حقيقيًا في الحالة النفسية مقارنة بالاعتماد على الدهون المشبعة واللحوم الحمراء فقط.
ونصح الباحثون في نهاية الدراسة بضرورة استشارة أطباء التغذية قبل بدء أي حمية غذائية، خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية، لضمان تحقيق الفوائد الصحية وتجنب أي آثار جانبية.
في النهاية، تؤكد هذه الدراسة أن المفتاح لتحسين الحالة النفسية لا يكمن فقط في خفض الكربوهيدرات، بل في اختيار مصادر الغذاء الصحية والمتوازنة التي تدعم صحة الجسم والعقل معاً. لذلك، ينصح الأطباء وأخصائيو التغذية بأن يكون أي نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات معتمدًا على الأغذية النباتية الطازجة والدهون الصحية، مع تجنّب الإفراط في اللحوم والدهون المشبعة، لتحقيق أفضل النتائج النفسية والجسدية على المدى الطويل.
