عاجل

يا ذا الجلال والإكرام.. 4 كلمات أوصى بها النبي تتصدر أدعية الرجاء

الذكر
الذكر

في سعي الإنسان لطرق أبواب السماء، برزت جملة واحدة كرّرها النبي محمد ﷺ في أدعيته وأوصى بها، حتى صارت من مفاتيح الإجابة وأبواب التوسل إلى الله، وهي: “يا ذا الجلال والإكرام”.

الجملة التي لا تتجاوز أربع كلمات، تحمل في طيّاتها أعظم صفات الله عز وجل: الجلال الذي يرمز لعظمة الله وكبريائه، والإكرام الذي يشير إلى كرمه وجوده ورحمته بعباده.

الدعاء المستجاب

جاء في الحديث الذي رواه الترمذي، عن النبي ﷺ أنه قال:
“ألظّوا بياذا الجلال والإكرام”، أي الزموا هذا الدعاء وكرّروه بإلحاح، وهو ما يدل على أن هذا الذكر يحمل سرًا عظيمًا في الاستجابة وتحقيق الرجاء.

وفي حديث آخر، روى أبو داود أن النبي ﷺ كان إذا رفع رأسه من الركوع قال:
“اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد. أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. ثم يقول: يا ذا الجلال والإكرام”.

هذا التوسل في لحظة الخشوع بين الركوع والسجود يعكس حجم الارتباط بين هذه الكلمات المباركة وبين استجلاب رحمة الله ورضاه.

سر في أسماء الله الحسنى

“يا ذا الجلال والإكرام” يجمع بين اسمين جليلين من أسماء الله الحسنى، وهي الأسماء التي أمر الله بالدعاء بها، فقال تعالى:
“ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها” [الأعراف: 180].

وقد قال ابن القيم رحمه الله إن من أعظم مفاتيح إجابة الدعاء هو التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى المناسبة لسؤال العبد، فما كان في طلب الرزق فيُناسبه “الرزاق”، وما كان في طلب المغفرة فيُناسبه “الغفور”، أما من أراد كل خير ودفع كل شر، فليلجأ إلى “يا ذا الجلال والإكرام”، فهي جامعة لكل أنواع الخير، دافعة لكل أنواع الشر.

وردٌ يومي وسرّ القرب

كثير من العلماء والعارفين بالله أوصوا بأن تكون هذه الجملة ضمن الأوراد اليومية، لما فيها من تعظيم لله وتوسل إليه بأشرف صفاته. وقد كان بعض السلف إذا دعوا قالوا: “يا ذا الجلال والإكرام، نسألك العفو والعافية”، لما عرفوا من أثر هذه الكلمات في استجلاب اللطف الإلهي والسكينة.

وبينما تختلف الألسن في طلب الحاجات، تبقى “يا ذا الجلال والإكرام” دعاءً جامعًا، يختصر الرجاء ويقرب القلوب من عطاء الله، فهي ليست مجرد ذكر، بل بوابة لكل من طرق باب ربه بتذلل وانكسار

فضل الذكر :


1. أمر إلهي مباشر:
• قال الله تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا”
[الأحزاب: 41]
✔ يدل على أن الإكثار من الذكر عبادة مأمور بها في كل وقت.
2. سبب في طمأنينة القلب:
• قال تعالى:
“أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”
[الرعد: 28]
✔ الذكر يعالج القلق والخوف، ويمنح النفس سكينة داخلية.
3. من أفضل الأعمال عند الله:
• قال النبي ﷺ:
“ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم…؟ ذكر الله”
[رواه الترمذي ]
4. أيسر عبادة وأعظمها أجرًا:
• قال ﷺ:
“سبق المفردون”
قيل: ومن المفردون يا رسول الله؟
قال: “الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات”
[رواه مسلم]
5. حماية من الشيطان:
• قال ﷺ:
“إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات… ومنهن: وآمركم بذكر الله، فإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعًا، فأتى حصنًا حصينًا فأحرز نفسه فيه، فكذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله”
[رواه الترمذي]
6. يرفع الدرجات ويكفّر السيئات:
• قال النبي ﷺ:
“من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حُطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر”
[رواه البخاري ومسلم]
7. ذكر الله سبب لرضاه:
• قال النبي ﷺ:
“إن الله يقول: أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه”
[رواه ابن ماجه]
8. تحفه الملائكة وتغشاه الرحمة:
• قال ﷺ:
“ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا حفّتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده”
[رواه مسلم]
9. الذاكرون في مقدمة أهل الفلاح:
• قال تعالى:
“وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”
[الأحزاب: 35]
10. الذكر حياة للقلب:
• قال ابن تيمية:
“الذكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟

تم نسخ الرابط