عاجل

هل لصلاة العصر سنة قبلية؟ دار الإفتاء توضح الرأي الشرعي

صلاة العصر
صلاة العصر

يحرص المسلمون على أداء السنن الرواتب التي تسبق أو تتبع الصلوات المفروضة، لما لها من فضل وأجر عظيم، لكن يبقى السؤال الذي يطرحه كثيرون: هل لصلاة العصر سنة قبلية؟ وهل وردت عن النبي ﷺ سنة راتبة تؤدى قبل هذه الصلاة تحديدًا؟

في هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن صلاة العصر ليس لها سنة راتبة ثابتة عن النبي ﷺ قبلها، أي أنها ليست من السنن المؤكدة التي واظب عليها النبي بصفة دائمة، كما هو الحال مع سنة الفجر أو سنتي الظهر القبلية والبعدية.

جمهور الفقهاء :لا سنة راتبة قبل العصر.. ولكن يجوز التطوع

وقد اتفق جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، على أن صلاة العصر لا يسبقها سنة راتبة مؤكدة، كما لم يرد عن النبي ﷺ أنه التزم بركعات محددة تسبق هذه الصلاة، على خلاف سنن أخرى ثبت تواترها.
إلا أن بعض الأحاديث تشير إلى أن النبي ﷺ حث على الصلاة بين العصر والظهر دون أن يُلزم بها، حيث رُوي في صحيح البخاري عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:

“بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة” ثم قال في الثالثة: “لمن شاء”.

وفسر بعض العلماء هذا الحديث بأنه يشمل إمكانية التطوع بين الأذان والإقامة في جميع الصلوات، بما في ذلك صلاة العصر، ما يعني جواز صلاة ركعتين أو أربع تطوعًا قبل العصر، لكنها ليست سنة راتبة يُثاب عليها بثواب السنن المؤكدة.

دار الإفتاء: التطوع قبل العصر جائز دون وصفه بـ”الراتبة”

وفي توضيح رسمي، أكدت دار الإفتاء المصرية أن من صلّى قبل العصر تطوعًا لا حرج عليه، بل له أجر النافلة، شرط ألا يعتقد أنها سنة راتبة، أي غير مؤكدة الأداء ولا يُؤثم من يتركها.
كما أوضحت أن النبي ﷺ قال:

“رحم الله امرءًا صلى قبل العصر أربعًا”
(رواه الترمذي وأبو داود بإسناد حسن)، وهو حديث يدل على مشروعية الصلاة قبل العصر، لكن دون الإلزام.

الخلاصة: نافلة مستحبة لا راتبة مؤكدة

وخلصت الآراء الفقهية إلى أن صلاة العصر لا تسبقها سنة راتبة مؤكدة، لكن يجوز للمسلم أن يصلي تطوعًا ما شاء قبل العصر، لا سيما إذا كان من أهل المحافظة على الصلاة والتقرب بالنوافل.
ويُثاب على ذلك بنية التطوع، لا بنية أداء سنة راتبة، ليبقى الباب مفتوحًا أمام من أراد القرب من الله بالمزيد من الركعات في غير الفروض.


وكان قد، أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن لصلاة العصر سنة غير مؤكدة، وهي أربع ركعات تُصلّى قبل الفريضة، أي بعد الأذان وقبل إقامة الصلاة.

وأشار شلبي إلى أن هذه الركعات ورد فيها حديث نبوي شريف قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:

“رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعًا.”
وهو حديث رواه الترمذي وأبو داود، ويُستدل به على فضل أداء أربع ركعات قبل صلاة العصر بنية التطوع.

السنن المؤكدة وغير المؤكدة.. أين تقع سنة العصر؟

أوضح شلبي أن السنن المرتبطة بالصلوات تنقسم إلى قسمين:
• سنن مؤكدة وهي التي واظب النبي ﷺ على أدائها بانتظام ولم يتركها إلا نادرًا، مثل سنة الفجر وسنتي الظهر القبلية والبعدية.
• وسنن غير مؤكدة، وهي التي ثبت أن النبي ﷺ فعلها أحيانًا وتركها أحيانًا أخرى، ومن بينها سنة العصر.

وأشار إلى أن صلاة الأربع ركعات قبل العصر تندرج ضمن السنن غير المؤكدة، أي أن فعلها مستحب ويُثاب عليه من يقوم به، لكن تركها لا يترتب عليه إثم أو تفريط.

تم نسخ الرابط