فضل شهر محرم في السنة الهجرية 1447 وأهم الأعمال المستحبة فيه

مع اقتراب بداية السنة الهجرية الجديدة 1447 هـ، يتجدد في قلوب المسلمين الشوق لاستقبال أول شهور السنة الهجرية، وهو شهر محرم، أحد الأشهر الحرم التي عظّمها الله سبحانه وتعالى ورفع من شأنها في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ويحرص الكثير من المسلمين حول العالم على معرفة فضل شهر محرم في السنة الهجرية، والاستعداد لأداء الأعمال الصالحة التي تفتح أبواب الخير مع بداية العام الجديد.
وفي السطور التالية، نستعرض كل ما يخص فضل شهر محرم، وأبرز الأحاديث النبوية المتعلقة به، مع تحديد موعد بداية السنة الهجرية 1447 هـ وفق الحسابات الفلكية المنتظرة.
لماذا عظم الله شهر محرم؟
شهر محرم هو أول شهور السنة الهجرية، وهو من الأشهر الأربعة الحُرم التي قال الله تعالى عنها: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ" (التوبة: 36).
وقد عظّم الله هذا الشهر وجعل فيه من الفضائل ما يميزه عن باقي شهور السنة، فهو فرصة ذهبية لكل مسلم لفتح صفحة جديدة مع الله، بالاجتهاد في الطاعات وترك المعاصي، والإكثار من العبادات والطاعات.
فضل شهر محرم في السنة الهجرية
بحسب ما أكده الشيخ رمضان عبد المعز، فإن شهر محرم مليء بالفضائل العظيمة التي ينبغي على كل مسلم أن يغتنمها منذ بداية العام الهجري الجديد، ومن أبرز هذه الفضائل: أنه من الأشهر الحرم: التي نهى الله فيها عن الظلم والمعاصي، وأمر فيها بالتوبة والطاعة.
فيه يوم عاشوراء: الذي يكفّر صيامه ذنوب سنة ماضية، كما ورد عن النبي ﷺ.
كثرة العبادات فيه: من صيام، وذكر، وصلاة، وقراءة قرآن، وصلة رحم، وصدقات.
وقد جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" (رواه مسلم).
صيام يوم عاشوراء في شهر محرم
يُعد يوم عاشوراء، الذي يوافق العاشر من شهر محرم، من الأيام العظيمة التي يستحب فيها الصيام، لما فيه من فضل كبير وأجر عظيم. فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "قدم النبي ﷺ فرأى اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم نجّى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله، فقال النبي ﷺ: نحن أحق وأولى بموسى منكم، فصامه رسول الله وأمر بصيامه" (متفق عليه).
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في فضل صيام يوم عاشوراء: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله" (رواه مسلم).
ويُستحب كذلك صيام يوم التاسع من محرم (تاسوعاء) مع يوم عاشوراء مخالفة لليهود، واتباعًا لسنة الحبيب المصطفى ﷺ.
الأحاديث النبوية عن فضل صيام محرم
ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تبين فضل الصيام في هذا الشهر الكريم، ومنها:
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم" (رواه مسلم).
- عن قتادة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ أنه قال: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله" (رواه مسلم).
- عن النبي ﷺ أنه قال: "من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً" (رواه البخاري).
الأعمال المستحبة في شهر محرم
مع حلول شهر محرم، يُستحب للمسلمين الإكثار من الأعمال الصالحة التي تقرّبهم من الله تعالى، ومنها:
- الإكثار من صيام التطوع وخاصة في يومي تاسوعاء وعاشوراء.
- المحافظة على الصلوات في وقتها مع النوافل.
- قراءة القرآن الكريم والتدبر في آياته.
- الإكثار من الاستغفار والتوبة النصوح.
- كثرة ذكر الله بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.
- صلة الأرحام وبر الوالدين.
- التصدق على الفقراء والمحتاجين.
- قيام الليل والدعاء في أوقات الإجابة.
موعد بداية السنة الهجرية 1447 هـ
تنتظر الأمة الإسلامية في مختلف أنحاء العالم الإعلان الرسمي عن موعد بداية السنة الهجرية 1447 هـ، لما لهذا الحدث من مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، حيث يحيي ذكرى أعظم حدث في التاريخ الإسلامي وهو هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة. وتبدأ السنة الهجرية الجديدة دوماً بشهر الله المحرم، أحد الأشهر الحرم التي عظّم الله شأنها ورفع مكانتها.
بحسب ما أعلنته الجهات الفلكية، فإن دار الإفتاء المصرية ستقوم باستطلاع هلال شهر المحرم لعام 1447 هـ بعد غروب شمس يوم 29 من شهر ذي الحجة الجاري. ويأتي هذا التحديد وفقاً لما جرت عليه العادة الشرعية في تحري الأهلة التي تحدد بدايات الشهور الهجرية في الدول الإسلامية.