عاجل

خبير عسكري: حروب اليوم تُحسم بالتكنولوجيا والمخابرات لا بالجيوش

العميد خالد عكاشة
العميد خالد عكاشة

سلط العميد خالد عكاشة، رئيس مركز الفكر للدراسات الاستراتيجية، الضوء على تطور أدوات الحرب الحديثة، مؤكدًا أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت القيادي الحمساوي إسماعيل هنية تعكس تفوقًا استخباراتيًا وتكنولوجيًا إسرائيليًا غير مسبوق.

وجاء ذلك خلال لقاء خالد عكاشة، مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج "بالورقة والقلم" على قناة "TeN"، حيث قدم قراءة تحليلية لمجريات الصراع في المنطقة، وما يحمله من دلالات استراتيجية.

ضربة استخباراتية 

وأوضح خالد عكاشة أن نجاح إسرائيل في تتبع وتحديد مكان إسماعيل هنية يُعد إنجازًا استخباراتيًا بالغ الأهمية، مشيرًا إلى أن هذه العملية تؤكد امتلاك إسرائيل بنية تحتية استخباراتية متقدمة تتيح لها تنفيذ مهام دقيقة بأقل خسائر ممكنة.

وأضاف عكاشة أن هذا النجاح يمثل تحولًا كبيرًا في أساليب الحرب، حيث أصبح الاعتماد الرئيسي منصبًا على الجهد الاستخباري والتقني بدلاً من المواجهات العسكرية التقليدية.

التكنولوجيا الإسرائيلية

ولفت خالد عكاشة إلى أن التكنولوجيا المتطورة التي تمتلكها إسرائيل لعبت دورًا محوريًا في تنفيذ هذه العملية، مؤكدًا أن ما حدث مع حركة "حماس" ينسجم مع نمط الضربات التي استخدمتها إسرائيل سابقًا في مواجهتها مع حزب الله.

وأشار إلى أن العمليات السابقة أدت إلى تآكل القدرة القيادية لحزب الله وفقدانه التحكم في أدواته العسكرية، وهو ما يتكرر الآن مع "حماس" كجزء من استراتيجية إسرائيلية لضرب العمق القيادي للمشروع الإيراني في المنطقة.

الضربة رسالة لإيران 

ورغم النجاح الإسرائيلي، حذر عكاشة من التهويل من هذا الإنجاز، مؤكدًا أن إيران لا تزال قادرة على استيعاب الضربات. وقال إن طهران لديها المرونة الاستراتيجية لإعادة ترتيب أوراقها. مشيرًا إلى أن البنية الاستخباراتية التي اعتمدت عليها إسرائيل في تنفيذ هذه العمليات لا تزال نشطة وقائمة داخل الأراضي الإيرانية، ما يجعل احتمالية تكرار مثل هذه العمليات قائمة في أي وقت.

واختتم خالد عكاشة تحليله بالتأكيد على أن الحروب الحديثة لم تعد تُخاض في الميادين المفتوحة فقط، بل أصبحت تدار عبر معلومات استخباراتية دقيقة، وأدوات تكنولوجية متطورة تسعى لاستهداف القيادات والقدرات المركزية للخصوم.

مستقبل حروب الشرق الأوسط

واعتبر خالد عكاشة أن ما حدث يمثل نموذجًا لمستقبل الحروب في الشرق الأوسط، حيث تلعب التكنولوجيا والمعلومات الدور الأكبر، بينما تتراجع أهمية الحشود والاشتباكات التقليدية.

تم نسخ الرابط