عاجل

توقف المحادثات.. هل أجهضت الضربة الإسرائيلية التفاهم مع إيران؟

الصراع الإسرائيلي
الصراع الإسرائيلي الأيراني

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، ألقى أحمد ناجي قمحة، رئيس تحرير مجلة "السياسة الدولية"، الضوء على خلفيات إعلان سلطنة عُمان توقف المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني. 

وفي مداخلة عبر برنامج "مساء dmc"، على قناة DMC، أكد أحمد ناجي قمحة، أن تعثر الحوار كان متوقعًا حتى قبل تنفيذ الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران، مرجعًا ذلك إلى وجود تباينات جوهرية في الرؤى بين الطرفين وفق البرنامج النووي الإيراني.

خلافات أمريكية – إيرانية 

أوضح أحمد ناجي قمحة، أن المفاوضات التي كانت تُجرى برعاية سلطنة عمان، كانت تواجه صعوبات كبيرة منذ بدايتها، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تسعى بشكل واضح إلى تجريد إيران من القدرة على إنتاج البرنامج النووي الإيراني، مع محاولة توفير "بدائل آمنة" لطهران في المقابل، إلا أن هذه الرؤية لم تلقَ قبولًا إيرانيًا، في ظل تمسك طهران ببرنامجها النووي ورفضها الشكوك الغربية حول نواياها.

وأكد "قمحة" أن واشنطن كانت دائمًا ما تبدي شكوكًا عميقة تجاه طموحات البرنامج النووي الإيراني، خاصة وأن التقارير الدولية تُظهر أن طهران باتت على بعد خطوات فنية من امتلاك القدرة الكاملة لإنتاج سلاح نووي، بعد أن وصلت إلى تخصيب أكثر من 50% من الكميات المطلوبة للوصول إلى نسبة 90%، وهي العتبة الحرجة لتصنيع السلاح.

الضربة الإسرائيلية 

ورغم الربط الزمني بين توقف المحادثات والضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد البرنامج النووي الإيراني، يرى "قمحة" أن هذا التوقيت لم يكن مصادفة، ولكنه ليس موجهًا بالضرورة لإفشال جولة التفاوض ذاتها، بل يأتي في سياق أوسع يرتبط بطبيعة الصراع النووي الإقليمي.

امتلاك النووي

وأضاف أحمد ناجي قمحة أن إسرائيل تعتبر امتلاك أي دولة في المنطقة، وعلى رأسها البرنامج النووي الإيراني،  تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي وتفوقها الاستراتيجي، ولذلك تسعى دائمًا لقطع الطريق على أي خطوات في هذا الاتجاه، سواء عبر الضغط الدبلوماسي أو عبر التدخلات العسكرية المباشرة وغير المباشرة.

<strong>أحمد ناجي قمحة</strong>
أحمد ناجي قمحة

مباركة أمريكية 

بحسب أحمد ناجي قمحة، فإن الضربات الإسرائيلية تأتي في كثير من الأحيان منسجمة مع مصالح الولايات المتحدة، رغم وجود اختلافات تكتيكية في إدارة البرنامج النووي الإيراني، فبينما تفضّل واشنطن استخدام أدوات الدبلوماسية والضغوط الاقتصادية، تلجأ تل أبيب إلى الوسائل العسكرية المباشرة لردع طهران، خاصة في مراحل التقدم الحساسة ضمن البرنامج النووي.

ويؤكد أحمد ناجي قمحة أن هذا التشابك بين مسارات التصعيد السياسي والدبلوماسي والعسكري يجعل أي مفاوضات مستقبلية محفوفة بالمخاطر، في ظل غياب الثقة بين الأطراف الرئيسية، واستمرار الغموض بشأن نوايا إيران الحقيقية، والتخوف من تحول الصراع إلى مواجهة مفتوحة في المنطقة.

تم نسخ الرابط