حقول النفط والغاز الإيرانية تحت مجهر القصف الإسرائيلي

دخلت مواقع إنتاج النفط والغاز في إيران بؤرة الاهتمام العالمي، بعد تصعيد خطير بين إسرائيل وإيران بدأ فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران، باستهداف تل أبيب لمواقع نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، ما أثار مخاوف واسعة من تأثيرات محتملة على إمدادات الطاقة العالمية، وسط مؤشرات أولية لارتفاع أسعار النفط والغاز وتزايد القلق في الأسواق.
منشآت الطاقة الإيرانية
ورغم أن التقارير الأولية لم تُسجل استهدافًا مباشرًا لمنشآت النفط والغاز في إيران خلال الساعات الأولى من الهجمات، فإن القناة 12 الإسرائيلية نقلت عن مصادر عسكرية تهديدًا صريحًا باستهداف البنية التحتية الحيوية، وعلى رأسها مصافي تكرير النفط، حال أقدمت إيران على ضرب مناطق سكنية داخل إسرائيل بالصواريخ الباليستية.
حتى الآن، تواصل منشآت الطاقة الإيرانية العمل بشكل طبيعي. وأكدت شركة تكرير النفط وتوزيعه المملوكة للدولة (NIORDC) أن مصفاة عبادان – وهي الأكبر في البلاد – تعمل بطاقتها الكاملة البالغة 700 ألف برميل يوميًا. كما عادت مصفاة تبريز قرب مواقع القصف الإسرائيلي إلى العمل بصورة طبيعية، بقدرة إنتاجية تبلغ 110 آلاف برميل يوميًا.
ثالث احتياطي نفطي
وتُعد إيران من الدول المؤسسة في منظمة "أوبك"، وتمتلك ثالث أكبر احتياطي نفطي مؤكد عالميًا بعد فنزويلا والسعودية، بإجمالي احتياطيات بلغ 208.6 مليار برميل حتى نهاية 2023. ومع تصاعد المخاوف من استهداف منشآتها، يراقب العالم عن كثب تطورات الموقف الذي قد يهدد جزءًا حيويًا من معروض الطاقة العالمي.
ارتفاع أسعار النفط والغاز
ومع اندلاع المواجهات، ارتفعت أسعار النفط بنسبة 7% خلال ساعات، ليصل سعر برميل الخام إلى أكثر من 74 دولارًا. وتوقعت شركات تحليل أن تؤدي الأزمة إلى زيادة في أسعار البنزين بالولايات المتحدة بنحو 20 سنتًا للغالون، بالتزامن مع ذروة موسم الطلب الصيفي، مما ينذر بعودة ضغوط التضخم وإرباك خطط الاستقرار الاقتصادي هناك.
مضيق هرمز
الخطر الأكبر يكمن في إمكانية امتداد التصعيد إلى مضيق هرمز، الممر البحري الذي تعبر منه نحو ثلث إمدادات النفط العالمية. ويُعد المضيق نقطة استراتيجية فاصلة بين الخليج العربي وبحر العرب، وغالبًا ما يدخل دائرة التهديد مع أي تصعيد عسكري في المنطقة، خاصة إذا تورطت فيه إيران.
تأثر الإمدادات المصرية
في ظل تصاعد القصف الإيراني، أعلنت إسرائيل إغلاق حقل "ليفياثان" للغاز شرق المتوسط، الذي يمثل 40% من إنتاجها، وأمرت شركة "إنرجيان" اليونانية بوقف العمل في حقل "كاريش" أيضًا. القرار انعكس مباشرة على مصر، التي تستورد الغاز من الحقلين، ما دفع الحكومة لإعلان خطة طوارئ شملت تشغيل محطات الكهرباء بالمازوت ووقف إمدادات الغاز لمصانع الأسمدة.
بدائل أمريكية
وزير الطاقة الأمريكي، كرايس وايت، صرّح بأن البيت الأبيض يتابع تطورات الحرب وتأثيرها المحتمل على إمدادات الطاقة العالمية. وقال إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل على تعزيز أمن الطاقة الأميركي من خلال رفع الإنتاج وتقليص الاعتماد على الخارج. لكن شركة "كلير فيو" المتخصصة توقعت أن تؤدي الارتفاعات في أسعار البنزين إلى ضغط سياسي متزايد على الرئيس الأميركي، ما قد يدفعه لاستخدام احتياطي النفط الإستراتيجي وطلب دعم إضافي من تحالف أوبك+، وهو ما قد يصطدم بالموقف الروسي المعقد.