عاجل

هل يجوز الدعاء بالأمور الصغيرة (كإيجاد غرض مفقود أو غيره)؟.. العلماء يوضحون

الدعاء
الدعاء

في زحام الحياة وتفاصيلها اليومية، قد يتردد البعض في رفع أكفّ الدعاء إلى الله بشأن أمور يرونها “صغيرة” أو “تافهة”، وغير جديرة بأن تُرفع إلى الله بالدعاء. فهل يجوز للمسلم أن يدعو ربه بأبسط أموره كإيجاد غرض مفقود، أو نجاح في مهمة يومية، أو حتى إصلاح أمر بسيط في بيته أو عمله؟

القاعدة العامة التي يقررها أهل العلم هي أن الدعاء مفتوح في كل شيء، صغيرًا كان أو كبيرًا، ما دام لا يتضمن إثمًا أو قطيعة رحم. فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه: {ادعوني أستجب لكم}، ولم يُقيّد الاستجابة بحجم الدعاء أو خطورته، بل جعل الباب مفتوحًا لكل من يرفع يديه إليه

ففي القرآن الكريم، فتح الله باب الدعاء على مصراعيه، دون أن يضع له شروطًا تتعلق بحجم الحاجة أو نوعها. يقول تعالى:

{ادعوني أستجب لكم} [غافر: 60]،
ويقول أيضًا:
{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداعِ إذا دعان} [البقرة: 186].

هاتان الآيتان تؤكدان أن مجال الدعاء مفتوح في كل وقت ولكل حاجة، دون تفريق بين عظيم وصغير، ما دام الدعاء خاليًا من الإثم أو التعدي أو قطيعة الرحم.

أما في السنة النبوية، فقد جاء عن النبي ﷺ أنه قال:

“ليَسأَلْ أحدُكم ربَّه حاجتَه كلَّها، حتى يسأله شِسْعَ نعلِه إذا انقطع”
رواه الترمذي 
هذا الحديث يُظهر بوضوح أن سؤال الله في أصغر الأمور ليس فقط جائزًا، بل مستحبًا، لأنه يُجسد المعنى الحقيقي للتوحيد: أن يوقن الإنسان أن الله هو المدبر لكل شيء، من أكبر القضايا إلى أدق التفاصيل.

وتجدر الإشارة إلى أن الدعاء في الأمور الصغيرة يعبر عن صدق العبودية، ويُخرج الإنسان من دائرة الغرور والاعتماد على النفس. فحينما يدعو المسلم ربه في تفاصيل حياته اليومية، فإنه في الحقيقة يُعلن توكله على الله في كل شأن، ويُدرب قلبه على الإيمان العميق بأن لا حول له ولا قوة إلا بالله.

وقد ربطت بعض النصوص بين كثرة الدعاء وتيسير الأمور، كقول النبي ﷺ:

“من فتح له منكم باب الدعاء، فُتِحت له أبواب الرحمة”
رواه الترمذي، وفيه دلالة على أن الدعاء سبب لنزول الخير بكل أشكاله.

بل إن من آداب الدعاء الواردة في كتب الفقه والتفسير: أن يبدأ العبد بالأمور الصغيرة قبل الكبيرة، لأن ذلك أدعى لدوام الصلة بالله، وأصدق في التعبير عن الحاجة والافتقار، وأقرب لاستمرار الذكر في القلب


 

فضل الدعاء في نقاط:

 

  1. امتثال لأمر الله
    • الله أمر عباده بالدعاء فقال:
      {ادعوني أستجب لكم} [غافر: 60].

  2.  
  3. سبب لنيل الرحمة
    • قال النبي ﷺ:
      “من فُتح له منكم باب الدعاء، فُتحت له أبواب الرحمة” (رواه الترمذي).

  4.  
  5. أفضل العبادات
    • جاء في الحديث:
      “الدعاء هو العبادة” (رواه الترمذي ).

  6.  
  7. دليل على التوحيد والتوكل
    • الدعاء يُظهر افتقار العبد إلى ربه، واعتماده الكامل عليه.

  8.  
  9. يُرد به القضاء أحيانًا
    • قال النبي ﷺ:
      “لا يرد القضاء إلا الدعاء” (رواه الترمذي ).

  10.  
  11. سبب لدفع البلاء قبل نزوله أو رفعه بعد وقوعه
    • كما ورد أن الدعاء “ينفع مما نزل ومما لم ينزل” (رواه الحاكم ).

  12.  
  13. يُغيّر القدر بتقدير الله
    • لا يعارض القضاء والقدر، بل هو من أسبابه في الشرع.

  14.  
  15. يرفع درجات العبد ويكفّر السيئات
    • إذا لم تُستجب الدعوة في الدنيا، يُدّخر ثوابها في الآخرة.

  16.  
  17. يمنح الطمأنينة والراحة النفسية
    • قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد: 28].

  18.  
  19. الدعاء مفتوح في كل وقت ومكان
  • لا يحتاج إلى وسيط أو زمن مخصوص، وإن كان لبعض الأوقات فضل كثلث الليل الأخير، وبين الأذان والإقامة


 

تم نسخ الرابط