الموساد في قلب إيران: كيف بنت إسرائيل قاعدة مسيرات سرية تحت أعين الحرس الثوري؟

أكّد مصدر أمني إسرائيلي ، أن عناصر كوماندوز تابعة للموساد نفذت عمليات سرية داخل إيران قبيل الهجمات، في إطار عملية عسكرية مشتركة ضمّت الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) والصناعات الدفاعية الإسرائيلية.
خطة الاحتلال الإسرائيلي الأسد
وبحسب المصدر، استهدفت العمليات السرية منظومة الصواريخ الاستراتيجية الإيرانية، ضمن خطة أطلقت عليها إسرائيل اسم "كالأسد"، والتي استندت إلى سنوات من التخطيط وجمع المعلومات الاستخباراتية ونشر قدرات سرية في العمق الإيراني.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ، أن الموساد نفّذ ثلاث عمليات داخل إيران، شملت إنشاء قاعدة طائرات مسيّرة مفخخة قرب طهران، ونشر أنظمة تسليح دقيقة التوجيه قرب منصات صواريخ أرض-جو، واستخدام تقنيات هجومية متطورة على مركبات لضرب منظومات الدفاع الجوي الإيراني.
وقد استُخدمت هذه القدرات أثناء الهجوم الإسرائيلي، حيث استهدفت المسيّرات قواعد إطلاق صواريخ أرض-أرض في قاعدة "إسباغ آباد"، بالتزامن مع غارات جوية إسرائيلية موسّعة.
اغتيالات في الصفوف العليا للحرس الثوري والعلماء النوويين
أعلنت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، جراء الهجمات الجوية التي شنّتها إسرائيل فجر الجمعة. ومن بين القتلى:
اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة
حسين سلامي، قائد الحرس الثوري
اللواء غلام علي رشيد، أحد أبرز القيادات العسكرية
العالمان النوويان محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي
أربعة علماء نوويين آخرين: عبدالحميد منوچهر، أحمد رضا دو الفقاری، أمير حسين فقیهی، ومطلبی زاده
كما أُعلن عن مقتل علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، متأثرًا بجراحه.
استهداف منشآت نووية ومرافق عسكرية
أفاد الإعلام الإسرائيلي أن الضربات استهدفت منشآت نووية، من بينها منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، ومصانع صواريخ باليستية، وعدداً من مراكز القيادة والسيطرة العسكرية الإيرانية، وذكر مسؤول عسكري إسرائيلي أن إيران تمتلك حالياً ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع 15 قنبلة نووية خلال أيام.
سقوط ضحايا مدنيين
أعلنت السلطات الإيرانية مقتل عدد من الأطفال في غارة استهدفت منطقة سكنية في طهران، كما استُهدف مقر الحرس الثوري في العاصمة.
إسرائيل تتأهب لرد إيراني وأميركا تلتزم الحياد
أغلقت إسرائيل مطار بن غوريون ورفعت حالة التأهب في الدفاعات الجوية تحسبًا لرد صاروخي أو هجمات بطائرات مسيّرة، من جانبه، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن هجومًا وشيكًا من إيران متوقّع في الساعات القادمة.
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة لم تشارك في الهجمات، مؤكّدًا أن إسرائيل اتخذت القرار منفردة، معتبرًا أنه "يصب في إطار الدفاع عن النفس"، ومشدّدًا على أن أولوية واشنطن هي حماية قواتها المنتشرة في المنطقة.
كيف عمل قاعدة اطلاق مسيرات داخل إيران
وتأسيس قاعدة لإطلاق المسيّرات داخل إيران من قِبل جهاز الموساد يُعدّ عملية معقدة ومحفوفة بالمخاطر، لكنها قابلة للتنفيذ من الناحية التقنية والاستخباراتية، وتتم عبر سلسلة مراحل سرّية تشمل:
1. اختراق وتجنيد داخلي
يبدأ الموساد بتكوين شبكات من العناصر المجندة داخل إيران، تشمل معارضين للنظام أو متعاونين من جنسيات أجنبية بغطاء تجاري أو إعلامي.
تُستخدم هذه الشبكات لاستئجار أو شراء مواقع نائية (مثل مزارع أو مستودعات مهجورة) في مناطق استراتيجية قريبة من أهداف حساسة.
2. تهريب وتجميع المعدات
تُهرّب المسيّرات وذخائرها على مراحل عبر حدود مثل أذربيجان أو كردستان العراق أو بطرق شحن تجاري مموهة.
بعد دخولها، تُجمّع الأجزاء داخل إيران بواسطة فنيين محليين مدرَّبين.
3. تجهيز القاعدة وتحقيق التمويه
يُجهّز الموقع بمصدر كهرباء مستقل، أنظمة اتصالات آمنة، وأدوات تشويش إلكتروني.
كما يُستخدم التمويه البصري والإلكتروني لإخفاء الموقع عن الرصد، من خلال تغطيته أو دمجه مع منشآت مدنية.
4. التنسيق والإطلاق المتزامن
تُبرمج المسيّرات مسبقًا على الأهداف باستخدام إحداثيات GPS، أو تُقاد عن بُعد عبر قنوات اتصالات مشفرة.
يتم توقيت الإطلاق تزامنًا مع هجمات جوية أو إلكترونية لتشتيت الدفاعات الإيرانية وشلّ قدراتها.
5. تفكيك أو تدمير القاعدة
بعد تنفيذ الهجوم، يتم تفكيك القاعدة أو تدميرها تلقائيًا لإخفاء الأدلة.
كما قد تنسحب الخلية المنفّذة فورًا لتفادي الملاحقة الأمنية.
لماذا ينجح الموساد داخل إيران؟
لأن لديه باعًا طويلًا من العمليات داخل العمق الإيراني، منها:
اغتيال علماء نوويين.
سرقة وثائق نووية من طهران.
تنفيذ تفجيرات في منشآت حساسة كـ"نطنز" دون كشف.