غضب طهران ينفجر بوجه سويسرا.. وأمريكا وسفيرها في مرمى الاتهامات

قالت الحكومة السويسرية إن مسؤولين إيرانيين استدعوا السفير السويسري في طهران، الذي يتولى تمثيل المصالح الأمريكية في إيران، وذلك عقب الضربات الإسرائيلية الواسعة التي استهدفت مواقع داخل الأراضي الإيرانية فجر الجمعة.
ما سبب الاستدعاء
وأكد ألكسندر فازل، سكرتير الدولة في وزارة الخارجية السويسرية، خلال مؤتمر صحفي، على أن الاستدعاء جاء في إطار التفويض الذي تحمله سويسرا نيابة عن الولايات المتحدة، لكنه امتنع عن الخوض في مزيد من التفاصيل.
وتقوم سويسرا بتمثيل المصالح الأمريكية في إيران منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد الثورة الإسلامية عام 1979، ولم يكن للولايات المتحدة سفير رسمي في طهران منذ ذلك الحين، إذ كان ويليام سوليفان هو آخر سفير أمريكي معتمد لدى إيران قبل سقوط نظام الشاه.
وفي بيانها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إنها استدعت السفيرة السويسرية احتجاجًا على دعم الولايات المتحدة للهجوم الإسرائيلي، وأضافت أن طهران أبلغت السفيرة بغضبها الشديد تجاه العدوان، مؤكدة أن واشنطن تتحمل "المسؤولية الكاملة عن العواقب الوخيمة" الناجمة عن ما وصفته بـ"المغامرة الإسرائيلية".
واعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن الضربات "لا تمثل فقط انتهاكًا خطيرًا لسيادة إيران وسلامة أراضيها كدولة عضو في الأمم المتحدة، بل تُعد أيضاً عدواناً وجرائم حرب تستدعي المحاسبة".
آخر سفير للولايات المتحدة في طهران منذ 1979
ولم تُعين الولايات المتحدة أي سفير رسمي لدى إيران منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، وكان آخر من شغل هذا المنصب هو ويليام هـ. سوليفان، الذي بدأ مهامه في 18 يونيو 1977 وغادر في 6 أبريل 1979.
ومنذ أزمة احتلال السفارة الأمريكية في نوفمبر 1979 وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تولت سويسرا تمثيل المصالح الأمريكية في طهران، عبر “قسم رعاية المصالح الأمريكية” داخل سفارتها، الذي يعمل كقناة تواصل غير مباشرة بين واشنطن وطهران.
ما السبب لقطع العلاقات بين أمريكا وطهران؟
والسبب المباشر لقطع العلاقات وعدم استرجاع السفير حتى اليوم هو:
1. أزمة الرهائن نوفمبر 1979
اقتحم طلاب إيرانيون السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا 52 دبلوماسيًا أمريكيًا كرهائن لمدة 444 يومًا.
هذا الحادث شكل نقطة تحول خطيرة، واعتُبر إهانة مباشرة للولايات المتحدة.
رداً على ذلك، قطعت أمريكا العلاقات الدبلوماسية مع إيران رسميًا في أبريل 1980.
2. تصنيف إيران كدولة راعية للإرهاب:
واشنطن تتهم إيران بتمويل جماعات مسلحة مثل حزب الله وحماس، والمشاركة في عمليات تستهدف مصالح أمريكية في الشرق الأوسط.
3. البرنامج النووي الإيراني
التوترات تصاعدت مع تقدم إيران في تخصيب اليورانيوم، مما زاد من القلق بشأن نواياها النووية، رغم نفيها المستمر للسعي وراء سلاح نووي.
4. الهجمات المتبادلة بالوكالة والصراعات الإقليمية:
دعم إيران لميليشيات معادية لأمريكا في العراق وسوريا واليمن، مقابل دعم أمريكا لإسرائيل ومعارضي النفوذ الإيراني في المنطقة.
لماذا لم تعيّن أمريكا سفيرًا حتى الآن؟
لأن تعيين سفير يعني اعترافًا فعليًا وعودة للعلاقات الدبلوماسية الرسمية، وهو ما لا تريده واشنطن طالما استمرت طهران في سياساتها المعادية وتهديدها لحلفاء أمريكا، وعلى رأسهم إسرائيل، والتواصل حاليًا يتم عبر وسطاء مثل سويسرا، ويقتصر على الحالات الضرورية فقط.