عاجل

مخططات خطرة.. ما دور تنظيم الإخوان في مسيرة قافلة الصمود؟

قافلة الصمود عند
قافلة الصمود عند انطلاقها من تونس

“يا سنوار ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح”، “سيري سيري يا حماس أحنا معاك للممات”، “على القدس رايحين شهداء بالملايين”، تلك الهتافات التي أطلقها عدد من العناصر المشاركة في قافلة الصمود التي خرجت في 9 يونيو الجاري من تونس مرورًا بليبيا، بهدف فرض الدخول إلى مصر عبر معبر السلوم، والمخطط كان يقتضي انضمام عناصر أجنبية يصلون مصر جوًا، ينضم لهم عناصر من الداخل المصري، لغرض الوصول إلي معبر رفح لكسر الحصار عن غزة، وفق الأهداف المعلنة للقافلة التي غطت على الأهداف السرية المدبرة من هذه الجماعة وعناصرها.
 

ووفقًا لدراسة أعدها مركز رع للدراسات الاستراتيجية، اللافت في المشهد، ووفقًا لتحليل خطاب المتحدث الرسمي باسم القافلة وكلمات بعض المشاركين هو؛ أن الهتافات المستخدمة، في مضمونها هي هتافات ذات طبيعة إخوانية، حيث تسعى عناصر الجماعة على ترديد شعارات لكسب التعاطف والمؤيدين.


كما أن الجماعة تتحدث عن أهداف القافلة ذات الطابع الإنساني في حين أن القافلة لا تحمل أي مساعدات إنسانية، بالتالي الهدف المعلن للقافلة غير قابل منطقيًا للتحقق، وهذا ما يطرح عدد من الأسئلة عن الأهداف غير المعلنة والسرية للقافلة، ومصادر تمويلها، وهوية الأشخاص المشاركين فيها والداعين لها، وعلاقة جماعة الإخوان بتنظيم القافلة، ومخططها الذي تسعى إلى تحققه.

انعكاسات السوشيال ميديا

اللافتات التي تحملها القافلة وتصريحات بعض المشاركين فيها تشير إلى أن القافلة تسعى إلى الوصول إلى معبر رفح جنوب قطاع غزة، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وعبور الحدود المصرية الفلسطينية لإيصال المساعدات الإنسانية”، هذه الرؤية التي نشرتها مواقع وصفحات على الفيسبوك، تتبع التنظيم الدولي للإخوان يمكن قراءتها وتفسيرها وفقًا لعدد من الدلالات، أولها هو أن أن القافلة لا تمتلك آلية لعبور الحدود من مصر إلى غزة، في ظل عدم تمتعها بسلطة أو طابع رسمي، وهو ما يعني أن القافلة تعول على الحصول على دعم شعبي يمكنها من السيطرة على المعبر بالقوة، وهو ما يتعدى ادعاء الطابع الإنساني للقافلة.

وثانيها، هو أن القافلة لم ترافقها أي مساعدات إنسانية التي تزعم ايصالها إلى قطاع غزة، إذن مع افتراض وصول القافلة إلى معبر رفح، فلن يتعدى الأمر قيامها بوقفة أمام المعبر، سبق وأن حدث مثلها من كافة الطوائف والجهات الدولية والشعبية، بالتالي قيام عناصر القافلة بهذه الوقفة في دولهم كان من الأولى، إذن ما الجدوى من تحمل مجازفة عبور حدود عدة دول وتحمل مشقة وتكاليف دون أدنى مكسب، وهو ما يحيل إلى البحث عن الممول.
 

معرفة الممول تقتضي البحث عن الدافع وراء انطلاق القافلة والانضمام إليها، فقد أفتى الصادق الغرياني مفتي ليبيا السابق بالانضمام إلى القافلة، ودعا إلى اقتحام الحدود المصرية، موكدًا أن “على أهل مصر أن يتوبوا قبل أن يكون جزاءهم النار”. أما بالنسب للمنظمين للقافلة؛ منهم “سيف أبو كشك” المنسق لحركة شبكة الشباب الفلسطيني بإسبانيا، وهي حركة تابعة لمجلس مسلمي أوروبا التابع للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين. و”يحي الصاري” جهادي الفكر، وهو عضو جمعية العلماء المسلمين بالجزائر “جناح الإخوان بالجزائر”.

تحليل ما سبق، وربطة بالحملة التي شنتها جماعة الإخوان ضد النظام المصري، يؤكد أهداف الجماعة التي أهمها تحريض الشعب المصري ضد النظام، بادعاء ودعوى رفض مصر دخول القافلة لدعم الكيان الإسرائيلي. حيث نشرت المنصات التابعة للجماعة اتهامات للنظام المصري بغرض التحريض وبث الأكاذيب ضد الدولة، من تلك المواقع التي ساهمت في الخطة الإعلامية، هي شبكة رصد، ومزيد، والعربي الجديد، فضلًا عن صفحات تابعة للجماعة وعناصرها منها وطن يغرد خارج السرب، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فضلًا عن صفحات أشخاص تابعين للجماعة، فقد فقال نظام المهداوي، محرضًا: “يا أبناء مصر الأحرار، إنها فرصتكم لتنضموا بالملايين إلى قوافل كسر الحصار على غزة، اخرجوا إلى الشوارع وإلى معبر رفح حتى تستعيدوا أمجادكم وكرامتكم وبلدكم”. إذن الهدف، هو خروج المصريين ضد الدولة لا لدعم غزة، كما أن تحليل العبارات والكلمات التي استخدمتها صفحات الإخوان، تشير إلى أن الفرد الإخواني لا يستطيع الخروج من فلك مفردات الجماعة.

في ذات السياق؛ دعا الإخواني محمد الصغير، الشعب المصري للخروج لمساندة القافلة وعبور الحدود. نفس الأمر تحرض كل أبواق الجماعة الإرهابية أفراد الشعب المصري للانضمام للقافلة "محمد ناصر، أسامة جاويش، أحمد عطوان.. وغيرهم" وترتفع نبرة التحريض ضد النظام المصري، كلما اقتربت القافلة للحدود المصرية.

مساران محتملان

بقراءة وتحليل المشهد نجد أن جماعة الإخوان استثمرت المنظمات والمؤسسات العاملة برعايتها وتمويلها في الدول الأوربية والعربية للدعوى والتخطيط ضد الدولة المصرية تحت عنوان “قافلة الصمود”، واستهدفت الجماعة الوصول إلى أحد المسارين، وكلاهما في وجهة نظرها يحقق أهدافها؛ هما:

المسار الأول،- (أقصى خطورة): وفق مخطط التنظيم تهدف الجماعة من خلال حشد قواتها التنظيمية وأبواقها الإعلامية خارج مصر، تجميع الخلايا النائمة من كافة الدول وتحفيز الفكر الجهادي واستجلابه إلى مصر، وتوجيهه لاتخاذ القافلة ستار لإحداث حالة فوضى أمنية داخل مصر، مستعينة في ذلك بعناصر دخلت مصر في موجات نزوح لاجئين في فترات سابقة. وفقًا للمراقبين أن عدد كبير من اللاجئين يحمل توجهات إخوانية.

ويشمل المخطط وفق محللين، تصورات استهداف مناطق في هضبة السلوم والصحراء الغربية، تمتد توابعها لتصل رغبة الجماعة كسر الحدود مع غزة وإدخال عناصر خطرة إلى سيناء، بهدف استنساخ نموذج اختراق عناصر تكفيرية للحدود المصرية عبر الانفاق مع غزة في السابق، واقتحام السجون المصرية يوم ٢٨ يناير ٢٠١١.

المسار الثاني،- (الأقل خطورة): وهو يعني، فشل مخطط إحداث فوضي أمنية داخل مصر، في هذه الحالة تستهدف الجماعة تأجيج مشاعر بعض الشعوب العربية ضد النظام المصري، بالترويج بأن مصر تحمى مصالح الكيان الصهيوني، وهو ما شرعت الجماعة في بثه من خلال صفحاتها بالقول إن “حدود إسرائيل تبدأ عندما تتوقف القافلة”، وهو اعتراف بأن القافلة لا تملك إحداث ضرر للكيان الصهيوني ولا نفع من ورائها للفلسطينيين.

توافق محسوب

تسعى الجماعة من خلال مخططاتها وتحركاتها ودعواتها لتهجير الفلسطينيين، فقد توافقت الجماعة في ذلك مع أهداف الكيان الصهيوني في الرغبة في تهجير الفلسطينيين. فرغم أن إعلام الجماعة الرسمي ينفي هذا الهدف، إلا أن عناصر التنظيم عبر صفحاتهم وخلال تجمعاتهم يعترفون، بأن الجماعة تطمح لفتح الحدود المصرية، لتهجير الفلسطينيين وتوطينهم في سيناء، ويرى اتجاه من المحللين بعد مرور عام وثمان أشهر على أحداث السابع من أكتوبر، أن حماس خططت للأحداث لتحقيق هذا الهدف (تهجير الفلسطينيين)، وما يعزز هذه الرؤية، هو وثائق تفضح قيادات إخوانية منهم، محمد مرسي الرئيس المصري المخلوع، فهي تؤكد رغبة وسعي الجماعة لتهجير الفلسطينيين، حيث أعلن مرسي خلال سنة حكمه عن مشروع شركة البراق لتوطين مليون أسرة فلسطينية في سيناء.

في الأخير؛ يمكن القول إن توقيف سلطات الأمن المصرية لعناصر في مطار القاهرة، حاولت الدخول إلى مصر بزعم الانضمام إلى قافلة الصمود المزعومة بالمخالفة للقواعد القانونية لدخول البلاد، حيث حمل البعض تأشيرات سياحية،- يشير إلى أن الأمن المصري على يقظة وجاهزية لن تسمح بمرور عناصر مشتبه فيها. من جانب أخر، ومن خلال رصد صفحات لأفراد من غير المنتمين لجماعة، وأخرين من غير المسيسين، يتضح أن الشعب المصري مؤيد بشدة لقرارات ومواقف الدولة المصرية، حيث فشلت الجماعة في تحريض الشعب ضد النظام، على العكس فقد ساهمت محاولات الجماعة المتتالية لزعزعة استقرار الأمن داخل مصر، في رفع وعي الشعب للتكاتف والالتفاف حول القيادة في حماية الأمن القومي المصري. بالتالي فقد فشلت الجماعة في تحقيق أهداف المخطط في كلا المسارين، ومن المؤكد أن الأيام القليلة القادمة ستظهر تفاصيل المخطط التأمري الإخواني المدعوم من استخبارات دول تعمل لمصلحة الكيان الصهيوني.

تم نسخ الرابط