ليست حرب نووية كالمعلن.. إسرائيل تخطو نحو قلب النظام الإيراني

بعيداً عن الهدف المعلن لتدمير القدرات النووية الإيرانية، يُنظر إلى هجمات الجمعة على أنها محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإحداث تغيير جذري في النظام الحاكم بطهران. تستهدف هذه الضربات كبار قادة الحرس الثوري والعسكريين، في مسعى لزعزعة استقرار النظام الإيراني وتقويض سلطته.
خامنئي يدعو الشعب الإيراني إلى الوحدة في مواجهة الضربات
في أول رد فعل رسمي، دعا المرشد الأعلى علي خامنئي الشعب الإيراني إلى التكاتف والدفاع عن "حرية الوطن" ضد "النظام الشرير والقمعي"، في إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية. وفي ظل حالة السخط المتزايدة داخل إيران على الأوضاع الاقتصادية وقيود الحريات، يبرز الهجوم الإسرائيلي كتهديد وجودي يضغط على القيادة.
موجة ردود فعل إيرانية تتصاعد وسط انقسامات داخل النظام
وقد أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، مما دفع الحرس الثوري إلى شن هجمات صاروخية انتقامية على مواقع إسرائيلية، في تصعيد سريع للأوضاع. ورغم دعوات خامنئي للرد، إلا أن مصادر داخل الحرس الثوري كشفت عن انقسامات بشأن مدى التصعيد وقلق من جر الولايات المتحدة إلى صراع أوسع.
اضطرابات شعبية داخل إيران
يرى محللون أن إسرائيل تأمل أن تؤدي الضربات إلى إحداث اضطرابات شعبية داخل إيران، قد تفضي إلى سقوط النظام أو على الأقل تقويض سلطته. لكن الواقع السياسي الإيراني المعقد، وسيطرة المتشددين على مفاصل الدولة، يجعل من الصعب التكهن بما يمكن أن يحدث، خصوصاً في ظل انقسامات المعارضة وغياب بديل واضح.
المعارضة الإيرانية: خيارات محدودة في ظل نظام مستقر
بعد اضطرابات 2022 وحركة "حرية حياة المرأة"، تظل قوى المعارضة منقسمة بين من يدعم العودة إلى النظام الملكي بقيادة رضا بهلوي، ومن يتبنى خيار منظمة مجاهدي خلق المعارضة، بالإضافة إلى قوى تطالب بديمقراطية علمانية. ضعف الوحدة بين هذه المجموعات يزيد من صعوبة تحدي النظام الحالي.
في ظل الضغوط المتزايدة، تواجه إيران خيارات صعبة: إما الاستمرار في المفاوضات لتخفيف التوتر، أو تصعيد الهجمات ضد إسرائيل مع مخاطر حرب واسعة تشمل تدخلات إقليمية ودولية. كلا الخيارين محفوف بالمخاطر، ويُنتظر كيف ستتطور الأحداث في الأيام والأسابيع المقبلة.
مع استمرار التوتر وتبادل الهجمات بين إسرائيل وإيران، يبقى المستقبل السياسي لطهران غامضاً. هل ستكون هجمات الجمعة نقطة تحول حقيقية تُفضي إلى انهيار النظام، أم مجرد حلقة في صراع طويل الأمد؟ المؤكد أن تبعات هذا الصراع لن تقتصر على إيران وحدها، بل ستؤثر على استقرار الشرق الأوسط بأكمله.