هل قلبك في خطر؟ 3 علامات منزلية تكشف انسداد الشرايين بدون تحاليل

في ظل الانتشار المتزايد لأمراض القلب والشرايين حول العالم، يبحث الكثير من الأشخاص عن وسائل بسيطة يمكن من خلالها اكتشاف وجود مشكلات في الشرايين قبل فوات الأوان، وبينما تعتمد المستشفيات والمراكز الطبية على تقنيات دقيقة مثل الأشعة والتحاليل المعملية.

وأظهرت تقارير طبية حديثة من مواقع أجنبية خلال اليومين الماضيين أن هناك بعض العلامات المنزلية البسيطة التي قد تكون مؤشرًا مبدئيًا على وجود انسداد في الشرايين دون الحاجة إلى فحوصات معقدة، وتكون بعض الأعراض التي قد تكون بمثابة ناقوس خطر يستدعي زيارة الطبيب فوراً، حيث يعتمد الكشف المبكر غالباً على مراقبة الجسد والاستماع جيداً للإشارات التي يرسلها.

كما أوضح الطبيب الأمريكي المتخصص في جراحات القلب "جيريمي لندن" في مقابلة حديثة نقلها موقع Medical Daily أن بعض الأعراض التي قد تبدو بسيطة في البداية قد تكون علامة خطيرة على انسداد الشرايين التاجية التي تغذي القلب بالدم.

آلام الصدر المتكررة.. هل تشعر بضغط مفاجئ؟

أول وأبرز العلامات التي تحدث عنها الأطباء هي الشعور بضغط أو ألم مفاجئ في منطقة الصدر. هذا الألم عادة ما يظهر في صورة انقباض شديد أو ثقل في منتصف الصدر، ويزداد سوءًا عند القيام بأي مجهود بدني، مثل المشي السريع أو صعود السلالم.

وأكد التقرير المنشور عبر موقع Times of India أن الألم الصدري في حال انسداد الشرايين لا يكون مؤلماً فحسب، بل قد ينتشر إلى مناطق أخرى بالجسم مثل الكتف الأيسر أو الذراع أو حتى الفك السفلي، وهو ما يعتبر إشارة قوية على أن تدفق الدم إلى القلب قد بدأ في التراجع بسبب تراكم الدهون والكوليسترول داخل الأوعية الدموية.

وبحسب تصريح جيريمي لندن، فإن الشعور بهذا الألم مع الحركة واختفائه بعد الراحة من الأعراض التقليدية لانسداد الشرايين.

ضيق التنفس مع أقل مجهود

يُعد ضيق التنفس المفاجئ من العلامات التحذيرية الأخرى التي قد تدل على وجود مشكلة في الشرايين التاجية، حيث أوضح الأطباء أن الشخص قد يشعر بعدم القدرة على التقاط أنفاسه حتى مع أبسط الأنشطة اليومية مثل ارتداء الملابس أو المشي لمسافات قصيرة.

ونقل موقع Medical Daily عن الدكتور لندن أن قلة تدفق الدم المحمّل بالأكسجين إلى عضلة القلب تؤثر بشكل مباشر على الجهاز التنفسي، وهو ما يؤدي إلى صعوبة التنفس دون سبب واضح. وأشار إلى أن تجاهل هذه العلامة قد يؤدي إلى تدهور سريع في الحالة الصحية إذا لم يتم التعامل معها طبياً في الوقت المناسب.

آلام تمتد إلى الفك أو الذراع

واحدة من العلامات التي وصفها الأطباء بـ"المخادعة" هي تلك الآلام التي تبدأ في منطقة الصدر ثم تنتقل تدريجياً إلى الفك السفلي أو الذراع الأيسر أو حتى الكتف، وقد يخطئ البعض في تفسير هذه الآلام باعتبارها مرتبطة بمشكلة عضلية أو إرهاق يومي، لكنها في كثير من الأحيان تكون علامة مميزة لانغلاق تدريجي في الشريان التاجي.

وأوضح الدكتور لندن خلال لقاء نشرته عدة منصات طبية أجنبية أن الألم المنتقل من الصدر إلى الذراع أو الفك أثناء الجهد البدني قد يختفي تماماً مع الراحة، وهو ما يستدعي القلق فوراً، خاصة عند تكراره.

هذه العلامات لا تغني عن زيارة الطبيب

رغم أن هذه العلامات المنزلية قد تكون وسيلة أولية للكشف المبكر عن انسداد الشرايين، إلا أن الأطباء يحذرون من الاعتماد عليها بشكل كلي في التشخيص. حيث تؤكد التوصيات الطبية العالمية أن التشخيص النهائي يتطلب إجراء فحوصات دقيقة مثل:

• تخطيط القلب الكهربائي ECG.
• الأشعة المقطعية للقلب.
• اختبارات الدم لقياس نسبة الدهون والكوليسترول.
• اختبار الجهد القلبي.
• تصوير الشرايين بالأشعة (أنجيوغرام).

وذكر تقرير Times of India أن هذه الأعراض المنزلية ليست سوى علامات إنذارية تحتاج إلى متابعة طبية فورية وعدم تجاهلها بأي شكل من الأشكال.

متى تكون أكثر عرضة لخطر انسداد الشرايين؟

أشار الأطباء إلى أن هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بانسداد الشرايين، وأبرزها:

• ارتفاع ضغط الدم المزمن.
• ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الدم.
• السمنة المفرطة.
• التدخين المنتظم.
• الإصابة بمرض السكري.
• وجود تاريخ وراثي لأمراض القلب والشرايين.

وأكد د. لندن في تصريحاته أن ظهور أي من العلامات الثلاث السابقة لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه العوامل يزيد من خطورة الحالة، ويستوجب سرعة زيارة الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة قبل تفاقم الأمر.

أهمية المتابعة الدورية حتى مع غياب الأعراض

بحسب ما نشره موقع Medical Daily، فإن بعض حالات انسداد الشرايين قد تتطور بصمت دون ظهور أعراض واضحة في المراحل الأولى، وهو ما يعرف بـ "القاتل الصامت". ولذلك يُنصح بإجراء فحوص دورية خاصة لمن تجاوزوا الأربعين عاماً، أو ممن لديهم عوامل خطورة وراثية أو صحية.

تؤكد كل التقارير الطبية أن الاكتشاف المبكر لانغلاق الشرايين هو العامل الفارق بين الحياة والمضاعفات الخطيرة. لذا فإن ملاحظة الأعراض الثلاثة (ألم الصدر المتكرر، ضيق التنفس غير المبرر، وآلام الفك أو الذراع أثناء المجهود) يجب أن تدفعك فوراً لطلب المساعدة الطبية وعدم تأجيل الفحص.

وفي النهاية، تبقى الوقاية دائماً خير من العلاج، باتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة، ممارسة الرياضة، تقليل الوزن، والامتناع عن التدخين.