طهران تغلي غضبًا بعد الضربة الإسرائيلية.. دعوات للانتقام وتهديدات بـ"رد ساحق"

اندلعت دعوات واسعة للانتقام في شوارع العاصمة الإيرانية طهران، الجمعة، عقب الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة التي استهدفت بنى تحتية نووية وعسكرية داخل البلاد، بما في ذلك منشآت تابعة للحرس الثوري الإيراني.
وأسفرت الضربات عن مقتل مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى وعدد من العلماء المرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني، ما أثار موجة غضب عارمة في أوساط أنصار النظام.

وقال عباس أحمدي، البالغ من العمر 52 عامًا وأحد سكان العاصمة، في تصريح غاضب: "لا يمكن أن نترك هذا الوغد يستمر، وإلا سننتهي مثل غزة. يجب على إيران أن تدمره.. يجب أن تتحرك." في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ورغم أن الضربة الإسرائيلية تزامنت مع عطلة دينية شيعية استمرت ثلاثة أيام جعلت شوارع طهران شبه خالية، خرج العشرات في محيط المؤسسات الحكومية وسط العاصمة، مرددين شعارات مناهضة لإسرائيل وأميركا مثل "الموت لإسرائيل، الموت لأميركا"، ولوّحوا بالأعلام الإيرانية ورفعوا صور المرشد الأعلى علي خامنئي.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) مشاهد لطوابير طويلة عند محطات الوقود في مختلف أنحاء إيران، في مشهد مألوف خلال أوقات التوتر الشديد. وفي خطوة احترازية، فرضت الحكومة قيودًا مؤقتة على الإنترنت، بينما أصدرت الرئاسة الإيرانية رسائل تحذيرية عبر الهواتف أكدت فيها أن الجمهورية الإسلامية "لن تدّخر جهدًا في الدفاع عن نفسها".
وفي حي نوبنياد شمال طهران، تجمّع عدد من السكان قرب مبانٍ قالت وسائل إعلام إنها تعرضت للقصف وتضم مساكن لقادة عسكريين بارزين. وتساءل أحمد معادي، متقاعد يبلغ من العمر 62 عامًا، بمرارة: "إلى متى سنعيش في الخوف؟ يجب أن يكون هناك رد ساحق. لقد قتلوا أساتذة وباحثين... والآن يريدون التفاوض معنا؟"
أما أحمد رزاقي، فاعتبر أن الهجوم الإسرائيلي يهدف إلى "تجريد إيران من قدراتها النووية"، وهو ما وصفه بـ"الأمر غير المقبول".
وأنهت الممرضة فرنوش رضائي، البالغة من العمر 45 عامًا، حديثها بالقول: "إسرائيل دولة تلفظ أنفاسها الأخيرة. ومعونة الله قريبة.. وربما يكون في هذا التصعيد بداية لسلام ننتظره منذ سنوات."