هل إسقاط النظام الإيراني في بنك أهداف إسرائيل أم النووي سبب الهجمات الوحيد؟

أثارت الضربات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة ضد إيران تساؤلات عميقة في أوساط المسؤولين الأمريكيين والمطلعين على المعلومات الاستخباراتية حول النوايا الحقيقية لإسرائيل، وما إذا كانت تسعى فعلاً إلى إحداث تغيير في النظام الحاكم بطهران، أم الهدف الحقيقي - وهو المعلن - “القضاء على المشروع النووي الإيراني"؟
تقييم استخبارات أمريكي
وبحسب تقييم استخباراتي أمريكي حديث، فإن السعي لتغيير النظام الإيراني لطالما كان هدفاً بعيد المدى داخل المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية.
وعلى الرغم من عدم توافر معلومات استخباراتية مباشرة تؤكد أن هذا الهدف كان المحرك الأساسي وراء الهجمات الأخيرة، ونفى إسرائيل ذلك، إذ قال مندوبها في الأمم المتحدة: “تحركنا بشكل مستقل وهدفنا ليس إسقاط النظام النظام في طهران بل تدمير المواقع النووية والعسكرية الإيرانية التي تمثل تهديد وجودي لإسرائيل”.
إلا أن بعض المسؤولين الأمريكيين يرون أن المعركة الحالية - التي صرح الإسرائيليين أنها قد تمتد لأسابيع - تمثل فرصة قد تحاول إسرائيل استغلالها لتحقيق هذا المسعى.
وقال أحد هؤلاء المسؤولين لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، إن موقف إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من هذا التوجه لا يزال غير واضح، فيما لم تُبدِ الإدارة موقفًا حاسمًا تجاه دعم محتمل لأي تحرك إسرائيلي في هذا الاتجاه.
الرآي الإسرائيلي يتسق مع التقييمات الأمريكية
إلى ذلك، فإن المراقبين والمحللين السياسيين الإسرائيليين، يرون أن إسقاط النظام في إيران من ضمن أهداف العملية، إذ قال الصحفي الإسرائيلي روبن بن يشاي على صحيفة يديعوت أحرنوت اليوم، إنه رغم تأكيد جيش الدفاع الإسرائيلي على أن الهدف هو إزالة التهديد النووي، إلا أنه ظاهريًا، وكما يُفهم من تصريحات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فإن نية العملية لا تقتصر على تدمير المنشآت النووية فحسب، بل تشمل أيضًا الإضرار بالنظام الإيراني وصولًا إلى إسقاطه، ويزعمون في إسرائيل أن سقوط النظام وحده كفيل بتخليص إسرائيل من السلاح النووي الإيراني.
وفي نفس السياق، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، يوم الجمعة، بأن الضربات الأخيرة تهدف إلى “شل قدرات إيران وإبعاد خطر التدمير عن إسرائيل”، مضيفًا: “نحن في لحظة حاسمة؛ إذا ارتكبنا خطأ الآن، فلن نمتلك وسيلة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي يهدد وجودنا”، مشيرًا إلى أن إسرائيل كانت تتعامل سابقًا مع “وكلاء إيران”، لكنها الآن “تواجه رأس الأفعى مباشرة”.