لماذا تستهدف إسرائيل مدينة تبريز الإيرانية؟

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، يطرح قصف مدينة تبريز الإيرانية تساؤلات حول الأهداف الكامنة وراء هذا التحرك الإسرائيلي، خاصة وأن المدينة تُعد من أهم المواقع الاستراتيجية والعسكرية في شمال غرب إيران.
لماذا تستهدف إسرائيل مدينة تبريز الإيرانية؟
تقع تبريز على مقربة من الحدود مع تركيا وأذربيجان وأرمينيا، ما يجعلها بوابة جغرافية حيوية لإيران نحو القوقاز وأوروبا.، وتُعد المدينة نقطة ارتكاز محورية في شبكة الطرق التجارية والممرات اللوجستية الإقليمية.
وعلى الصعيد العسكري، تضم تبريز وحدات نخبة ومراكز تنسيق تابعة للحرس الثوري الإيراني، تُستخدم لتأمين الجبهة الشمالية الغربية للبلاد، كما تشير تقارير استخباراتية إلى وجود أنظمة دفاع جوي متطورة ومنشآت لصواريخ أرض-أرض، ما يجعلها جزءًا أساسيًا من شبكة الردع الإيرانية.
إضافة إلى ذلك، تُعد تبريز مركزًا لوجستيًا هامًا لنقل القوات والعتاد إلى مناطق النزاع، خصوصًا عبر مطارها ذي الاستخدام المزدوج (عسكري ومدني)، كما تحتوي المدينة على منشآت استخباراتية ومراكز مراقبة واتصالات تُستخدم في الحرب الإلكترونية ورصد التحركات على الحدود.
وخلال النزاعات المتكررة بين أذربيجان وأرمينيا، برز دور تبريز كموقع لحشد القوات الإيرانية وتعزيز الوجود العسكري قرب منطقة القوقاز، ما يزيد من أهميتها الاستراتيجية.
وفي ضوء هذه المعطيات، يرى مراقبون أن استهداف تبريز يهدف إلى تقويض البنية العسكرية واللوجستية الإيرانية في منطقة تمثل خط تماس متقدم مع مصالح إسرائيل وحلفائها.
الهجوم الإسرائيلي على طهران
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن إطلاق عملية عسكرية كبرى تستهدف تدمير البرنامج النووي الإيراني، وقدرات طهران الصاروخية بعيدة المدى، مؤكدًا أن الضربة الأولى شملت عشرات الأهداف النووية والعسكرية، في مناطق متفرقة داخل إيران.
وذكر الجيش أن العملية جاءت في ظل مؤشرات استخباراتية تؤكد اقتراب إيران من إنتاج سلاح نووي، وامتلاكها آلاف الصواريخ الباليستية، فضلًا عن دعمها لوكلاء مسلحين يهددون أمن إسرائيل والمنطقة.
وأكد الجيش أن العملية لن تتوقف حتى القضاء الكامل على البنية النووية والعسكرية الإيرانية، مشددًا على أن الضربة كانت مفاجئة ومباغتة، وتمت في أماكن لم تتوقعها طهران.
وفي حين تترقب المنطقة رد طهران، تشير التحليلات الأولية إلى أن المنطقة دخلت مرحلة غير مسبوقة من التصعيد، وسط تحذيرات دولية من انزلاق الأوضاع إلى حرب مفتوحة.