طبول الحرب تقرع في الشرق الأوسط: إسرائيل تستعد لضرب إيران وسط تحذيرات دولية

كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن استعدادات متقدمة اتخذتها تل أبيب لمهاجمة منشآت نووية إيرانية، في حال فشل المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران.
وأوضحت الهيئة أن إسرائيل حدّدت بالفعل الأهداف والمنشآت التي ستُستهدف، بما في ذلك مواقع نووية تحت الأرض.
وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية أن وزراء في الحكومة تلقوا استدعاءً غير اعتيادي لحضور إحاطة أمنية خاصة يوم الأحد المقبل، في إشارة إلى حساسية المرحلة وخطورة التطورات المحتملة.
وبحسب الهيئة، فإن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن فرص التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطهران باتت بعيدة، ما يزيد من احتمالية التصعيد العسكري.
تأهب أمريكي وتحذيرات من مواجهة شاملة
في ظل هذه التحركات الإسرائيلية، رفعت القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط من حالة تأهبها، تحسبًا لأي رد فعل محتمل من إيران في حال تنفيذ الضربة الإسرائيلية. وترافق ذلك مع تحذير مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعرب عن مخاوفه من اندلاع "نزاع هائل" في المنطقة.
وقال ترامب في تصريحات للصحفيين: "لا أقول إن ضربة إسرائيل لإيران وشيكة، لكنها تبقى احتمالًا قويًا"، مضيفًا أن بلاده تسعى إلى التوصل لاتفاق نووي مع طهران، لكنها لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي بأي حال.
وأكد ترامب: "نحن قريبون من التوصل لاتفاق جيد، لكن إيران بحاجة إلى إظهار مرونة أكبر".
قلق أمريكي من رد إيران وقدراتها الصاروخية
وفي السياق ذاته، نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤول إسرائيلي قوله إن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف أبلغ أعضاء في الكونغرس أن خيار توجيه ضربة عسكرية لإيران مطروح على الطاولة، وأن الرد الإيراني المتوقع قد يكون كارثيًا.
وأوضح ويتكوف أن الرد الإيراني قد يتضمن إطلاق مئات الصواريخ، وسقوط عدد كبير من الضحايا، معبرًا عن قلقه من قدرة الدفاعات الجوية الإسرائيلية على التصدي لهذا الهجوم.
من جانبه، أكد مسؤول امريكي آخر أن إيران تنتج حاليًا نحو 50 صاروخًا باليستيًا شهريًا، في إشارة إلى حجم الترسانة التي يمكن أن تستخدمها طهران في أي رد انتقامي. وأضاف المسؤول أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "ينتظر الضوء الأخضر من ترامب للتحرك ضد إيران".
دعوات دولية للتهدئة وتحذير من التصعيد
في ظل هذا التصعيد المتسارع، دعت فرنسا على لسان وزارة خارجيتها إيران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، والعمل على إيجاد حل دبلوماسي للأزمة. وقالت الوزارة في بيان: "نحث إيران على التراجع عن إجراءاتها النووية والوفاء بالتزاماتها الدولية"، مشيرة إلى أن إعلان إيران عن إنشاء بنى تحتية جديدة لتخصيب اليورانيوم "أمر مقلق للغاية".
الشرق الأوسط على صفيح ساخن
في ظل هذه التطورات المتلاحقة، يبدو أن الشرق الأوسط يقترب من نقطة حرجة، حيث تتزايد فرص التصعيد العسكري وتضيق مساحات الحلول الدبلوماسية. وبينما تترقب العواصم العالمية ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، تبقى المنطقة رهينة قرار قد يشعل شرارة مواجهة كبرى.