وثائق إيرانية تتهم مدير الوكالة الذرية بالتنسيق المباشر مع إسرائيل ضد طهران

نشرت وكالة "فارس" الإيرانية، اليوم الخميس، وثائق قالت إنها حصلت عليها من جهاز الاستخبارات الإيراني تكشف عن تعاون مزعوم بين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، وإسرائيل بشأن الملف النووي الإيراني.
وتشير الوثائق، التي وصفتها الوكالة الإيرانية بأنها "حساسة"، إلى أن غروسي كان على اتصال دائم مع جهات إسرائيلية وينفذ تعليماتهم بشكل مباشر، بما يشمل تنسيق كامل في السياسات والخطوات التي تتخذها الوكالة ضد طهران.
توقيت حساس وقرار جديد ضد إيران
ويأتي نشر هذه الوثائق في وقت بالغ الحساسية، يتزامن مع تبني مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا جديدًا ينتقد إيران بشأن "عدم التعاون الكامل مع الوكالة". وقد أثار القرار ردود فعل غاضبة من طهران التي اعتبرته قرارًا "مسيسًا وغير مهني"، مؤكدة استمرار التوتر بين الطرفين في ظل ملف نووي معقد ومشحون بالتوترات السياسية.

ردود الفعل والمواقف الرسمية
حتى الآن، لم يصدر أي رد رسمي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو من مكتب رافائيل غروسي بشأن ما نشرته وكالة "فارس" الإيرانية، التي نقلت الاتهامات عن جهاز الاستخبارات الإيراني. كما لم تؤكد أي جهة مستقلة صحة الوثائق التي تزعم وجود تواصل وتنسيق مباشر بين غروسي وإسرائيل.
وكانت إيران قد وجهت في السابق اتهامات متكررة لغروسي بأنه يخضع لضغوط سياسية من الدول الغربية، وبخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل، في إعداد تقاريرها حول برنامج طهران النووي.
وفي المقابل، نفت الوكالة هذه الاتهامات بشكل مستمر، مؤكدة استقلالية عملها وحيادها في مراقبة الاتفاق النووي والتزام إيران به.
استمرار أزمة الثقة في ملف الطاقة النووية
وتأتي هذه الاتهامات في إطار الأزمة المستمرة التي تشهدها العلاقة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي أثرت بشكل كبير على ملف الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وسط خلافات متزايدة بشأن مدى شفافية إيران والتزامها بتعهداتها.
كما تعكس الوثائق المنشورة التوتر المتصاعد بين طهران والوكالة، والذي يتزامن مع تصاعد الضغوط الدولية على إيران بشأن برنامجها النووي.
في ظل هذه الاتهامات المثيرة والوثائق المسربة، يبقى الملف النووي الإيراني محورًا حرجًا في العلاقات الدولية، خاصة بين إيران والدول الغربية. ورغم عدم وجود تأكيد مستقل على صحة هذه الوثائق، فإن ما نشره جهاز الاستخبارات الإيراني يضيف بُعدًا جديدًا للصراع السياسي حول مدى حيادية الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها رافائيل غروسي في التعامل مع الملف النووي الإيراني.
في الوقت ذاته، يبقى ملف التعاون والتوتر بين الجانبين محط أنظار المجتمع الدولي، وسط توقعات بمزيد من التصعيد أو محاولات التهدئة في المستقبل القريب.