روسيا تحذر من استخدام السلاح النووي في ظل التصعيد الغربي للصراع

في تطور خطير على الساحة العسكرية والسياسية، كشف مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" في موسكو، حسين مشيك، أن الضربة الأخيرة التي استهدفت المطارات العسكرية الروسية تُمثّل نقطة تحول في مسار الصراع، واعتُبرت داخل الأوساط الروسية ضربة "قوية ومؤلمة" تركت آثارًا عميقة في الداخل الروسي، وسط تحليلات تشير إلى احتمالية انتقال الأزمة إلى مرحلة أكثر تصعيدًا، قد تصل إلى استخدام السلاح النووي.
موسكو تستوعب الضربة
وأوضح حسين مشيك، في رسالته المباشرة من موسكو، أن القيادة الروسية تعاملت مع الهجوم الأخير بحذر بالغ، وسعت لاحتواء تداعياته داخليًا، سواء على مستوى الإعلام أو الرأي العام أو الأوساط العسكرية؛ ورغم ذلك، ترى موسكو أن هذه الضربة لا يمكن فصلها عن مسار تصعيدي متعمَّد تقوده القوى الغربية، بهدف دفع روسيا إلى اتخاذ قرارات حاسمة وخطرة في ساحة المعركة.
وأشار "مشيك "إلى أن هناك توافقًا بين عدد من المحللين والخبراء في روسيا على أن الهجوم لم يكن الأخير، بل هو بداية لسلسلة من العمليات المشابهة التي تهدف إلى استنزاف موسكو عسكريًا ونفسيًا.
ووفقًا لحسين مشيك، فإن الهدف غير المعلن من هذا التصعيد هو دفع روسيا إلى استخدام السلاح النووي التكتيكي في أوكرانيا، ما سيمنح الغرب ذريعة لإحداث تحول جذري في طبيعة الدعم العسكري لكييف، وقد يشمل ذلك إدخال أسلحة نووية إلى ساحة الصراع بشكل غير مباشر.
استفزاز الكرملين
بحسب الرسالة التي بثّها حسين مشيك، فإن القيادة الروسية، وعلى رأسها الكرملين، تنظر بقلق متزايد إلى كل خطوة غربية على أنها "استفزاز مباشر"، يسعى لدفع موسكو إلى اتخاذ خطوات لا رجعة فيها.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه المسارات السياسية جمودًا تامًا، مع استمرار الدعم العسكري الغربي غير المحدود لأوكرانيا، ما يعزز من شعور روسيا بأنها محاصَرة استراتيجيًا وأن الرد القوي أصبح ضروريًا.
مواجهة نووية محتملة
ووصف حسين مشيك المرحلة الحالية من الصراع بأنها الأخطر منذ اندلاعه، في ظل تزايد المؤشرات على تحولات نوعية في التكتيك الغربي تجاه موسكو، ويخشى مراقبون داخل روسيا من أن يؤدي الضغط الغربي المستمر إلى تفجير صراع نووي مباشر أو غير مباشر، سواء من خلال استخدام روسيا لسلاح نووي محدود في أوكرانيا، أو عبر تسليح كييف بأسلحة ردع استراتيجية، الأمر الذي يُنذر بكارثة عالمية حقيقية.
وبحسب مشيك، أعربت موسكو عن مخاوفها المتزايدة من أن تؤدي هذه الاستفزازات المتواصلة إلى وضعها أمام خيار لا تملك فيه سوى "الرد النووي"، كخيار أخير لحماية أمنها القومي.
وتأتي تصريحات حسين مشيك، وسط تحذيرات روسية صريحة من مغبّة الاستمرار في تسليح أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى تُستخدم داخل العمق الروسي، وهو ما قد يُعتبر "تجاوزًا للخطوط الحمراء" التي لوّحت بها موسكو مرارًا.

مستقبل الصراع الروسي–الغربي
يبقى السؤال الأهم في هذه المرحلة: هل تتجه الأزمة نحو حل دبلوماسي في اللحظات الأخيرة؟ أم أن العالم يقف على أعتاب مرحلة من التصعيد غير المسبوق؟. ما بين ضغوط غربية مستمرة وتحذيرات روسية صارمة، يبدو أن الصراع دخل مرحلة حرجة قد تغيّر ملامحه بالكامل في الشهور المقبلة، وسط ترقب دولي لما ستؤول إليه الأحداث في ظل تراجع فرص التهدئة واستمرار التلويح بالخيار النووي.