عاجل

خيال مؤلف.. شادي مؤنس يوضح الفرق بين الموسيقى التصويرية والعادية

الموسيقار شادي مؤنس
الموسيقار شادي مؤنس

في حوار شيق عبر برنامج "أون سيت" المذاع على فضائية ON، كشف الموسيقار شادي مؤنس عن الفروق الجوهرية بين الموسيقى التصويرية والموسيقى العادية، موضحًا كيف يتعامل المؤلف الموسيقي مع المشاهد الدرامية، ويخلق من خلالها أجواءً صوتية تكمّل الصورة دون أن تسرق الانتباه من أداء الممثلين أو الحوار الدائر.

الموسيقى التصويرية

وأكد مؤنس أن الموسيقى التصويرية تختلف تمامًا عن الموسيقى العادية من حيث الهدف والتكوين الفني. ففي الوقت الذي تتيح فيه الأولى للمؤلف الموسيقي حرية كبيرة في التعبير، إلا أن هذه الحرية تبقى مقيدة بالسياق الدرامي، لأن الموسيقى التصويرية لا تُكتب لاستعراض الجملة اللحنية، وإنما لخدمة المشهد وتعزيز المشاعر دون أن تطغى على الحدث.

وقال: "أحيانًا لا تكون هناك جملة موسيقية واضحة، بل مجرد (مود) يُنفذ باستخدام الآلات الموسيقية أو الأوركسترا لدعم الحالة الدرامية. في هذه اللحظة لا يكون دوري فرض لحن واضح، بل خلق جو صوتي يواكب المشهد، وقد يتطلب ذلك الصمت التام أو أصواتًا خافتة تتناغم مع التمثيل دون تشتيت المشاهد".

المشاهد العادية والمؤثرة

أوضح شادي مؤنس أن هناك فرقًا واضحًا بين المشاهد العادية والمشاهد المؤثرة في الدراما. ففي الحالات العاطفية أو المؤثرة بشدة، يسمح المؤلف لنفسه بتقديم جملة موسيقية واضحة وصريحة، حيث يكون الهدف تعزيز المشاعر الإنسانية في المشهد، وليس فقط التواجد في الخلفية.

وأشار شادي مؤنس إلى أن التحدي يكمن في تحقيق التوازن بين التعبير الفني والوظيفة الدرامية للموسيقى، مضيفًا: "في الموسيقى التصويرية لا أقدم لحنًا لأنني أريد ذلك، بل لأن الموقف يحتّم وجوده، أما غير ذلك فألتزم بخدمة القصة بالصوت فقط"

الموسيقى العادية والتصويرية 

وفي المقابل، أكد مؤنس أن الموسيقى العادية أو الأغاني تختلف جذريًا عن الموسيقى التصويرية، حيث تنطلق من فكرة واضحة تُبنى عليها جملة موسيقية ولحن يتم تقديمه في قالب موسيقي متكامل، يكون الغرض منه تقديم عمل موسيقي مستقل، قد يحمل رسالة أو إحساسًا عامًا، لكنه غير مرتبط بمشهد درامي محدد.

وقال شادي مؤنس: "الأغنية تُبنى على كلمات ولحن وهيكل موسيقي مكتمل، أما الموسيقى التصويرية فمرهونة بالإيقاع الداخلي للمشهد، وتُكتب لمرافقة الصورة، لا لمنافسة الممثل أو لفت الانتباه عن الحدث الدرامي".

موسيقى التتر

وتطرق أيضًا إلى ما يُعرف بـ"الموسيقى التسويقية" أو موسيقى التتر، مشيرًا إلى أنها تُعامل كمقطوعة موسيقية مستقلة، أقرب في تكوينها للأغنية أو المقطوعة الحرة، ولا تُقاس بالضوابط الصارمة للموسيقى التصويرية داخل العمل الدرامي.

وأوضح "مؤنس": "موسيقى التتر تُكتب لهدف تسويقي وجمالي، وغالبًا ما تُقدَّم بكامل الإمكانات الفنية لجذب الجمهور منذ اللحظة الأولى، في حين أن الموسيقى داخل المشاهد الدرامية تتطلب حسابات دقيقة في كل تفصيلة، لأن كل نغمة يجب أن تخدم القصة".

<strong>الموسيقار شادي مؤنس</strong>
الموسيقار شادي مؤنس

عنصر درامي فاعل

واختتم شادي مؤنس حواره بالتأكيد على أن الموسيقى التصويرية لم تعد مجرد خلفية للمشهد، بل أصبحت عنصرًا دراميًا فاعلًا يشارك في بناء المشاعر وتحريك الأحداث، وهي تتطلب من المؤلف فهمًا عميقًا للسيناريو ولغة الصورة، إلى جانب الحس الموسيقي.

تم نسخ الرابط